وضع "مروّع" في تيغراي

19 مايو 2021
ثمّة حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية (ميناسي ونديمو هايلو/ الأناضول)
+ الخط -

 

ندّد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالوضع "المروّع" في إقليم تيغراي، حيث يموت كثيرون بسبب الجوع، في حين تتزايد عمليات الاغتصاب في هذه المنطقة الواقعة شمالي إثيوبيا وتنهشها الحرب. وقال غيبريسوس من جنيف: "بينما نتحدّث، فإنّ الوضع في إقليم تيغراي الإثيوبي (...) مروّع! مروّع جداً". ويمثّل الإقليم مسرحاً لنزاع اندلع بداية نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020 بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير شعب تيغراي، مع انتهاكات طاولت السكان المدنيين.

وأوضح غيبريسوس أنّ "ما بين 4.5 ملايين وخمسة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية. وقد بدأ أناس يموتون جوعاً، كما أنّ سوء التغذية الشديد والحاد آخذ في الارتفاع"، لافتاً إلى أنّ "مئات آلاف الأشخاص شُرّدوا أو طُردوا من منازلهم، وقد فرّ أكثر من 60 ألف شخص إلى السودان". يضيف في سياق متصل أنّ "الاغتصاب يتفشّى" كما لم يحدث في أيّ مكان آخر في العالم الآن، فيما يؤكد أنّ "الخدمات الصحية مدمّرة ومنهوبة ومعطّلة بمعظمها".

من جهته، صرّح مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين بأنّ الوصول إلى من يحتاج المساعدة هو "المشكلة الرئيسية في تيغراي"، شارحاً أنّ "الوصول إلى الضحايا في تيغراي ما زال شبه متعذّر، ويعود ذلك إلى الأعمال العدائية"، فيما "تتوالى التقارير عن الفظائع والهجمات التي تعرقل كلّ محاولة للوصول". يُذكر أنّ الاتحاد الأوروبي كان قد أشار قبل أيام إلى عقبات تضعها إثيوبيا أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى إقليم تيغراي في الشمال، وطالب بفرض عقوبات في ظل "الانتهاك الخطير للقانون الإنساني الدولي". لكنّ وزارة الخارجية الإثيوبية رفضت من جهتها هذا الكلام، وأفادت في بيان بأنّ صعوبات كانت بالفعل تحول دون الوصول إلى مناطق معيّنة بسبب "مخاوف أمنية، لكنّ الأمر حُلّ الآن". أضافت أنّ الحكومة الإثيوبية تعهّدت بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، منددةً بـ"الاتهامات الجائرة وغير المبرّرة ضدّ إثيوبيا".

وتخشى منظمة الصحة العالمية من تفشّي الكوليرا والحصبة وأمراض أخرى، إذ إنّ المرافق الصحية مدمّرة بمعظمها أو يتعذّر الوصول إليها. ويلفت راين إلى "صعوبات تواجهنا في متابعة إيصال اللقاحات. لقد وافقنا على جرعات من اللقاح للتحصين ضدّ الكوليرا في شمال إثيوبيا، ويتعيّن علينا إيصال هذه الجرعات والتخطيط لهذه الحملات لتجنّب وقوع كارثة".

(فرانس برس)

المساهمون