لا تزال عائلات مفقودي مركب المهدية بالوسط التونسي، الذي غرق منذ حوالي شهر وكان يضم نحو 30 مهاجراً تونسياً أغلبهم من الشباب، في انتظار أخبار عن المفقودين، إذ تمّ إنقاذ 7 فقط والعثور على 4 جثث.
وتمكّنت الوحدات البحريّة التابعة لجيش البحر، مساء أمس الثلاثاء، مرفوقة بفريق غوص من فوج الغواصين المختصين، من تحديد موقع القارب الذي غرق يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بدقّة، وتمّ إثر ذلك القيام بعمليات غوص عميقة ومعاينة قارب الهجرة المذكور القابع بقاع البحر، بعمق 52 متراً والتأكد من عدم وجود جثث لعالقين داخله.
وأضاف بيان لوزارة الدفاع أنّه بفحص هيكله تمّ التأكد من عدم تعرّضه لحادث اصطدام أو ما شابه قبل الغرق.
وقال عم أحد المفقودين، ويدعى محمد في تصريح لـ" العربي الجديد" إنّ "العائلات تعيش يومياً على وقع الانتظار، وكلّما وردت أي معلومات يعاودهم الألم". وأشار إلى أنّ "ما يهمّهم ليس العثور على المركب الغارق بقدر العثور على جثث للمفقودين، ففي منطقته بالغنادة التابعة لمحافظة المنستير هناك 3 شباب مفقودين، وكلّما مرّ الوقت تلاشى الأمل".
وأوضح المتحدث أنّ "ابن شقيقه المفقود يبلغ من العمر 21 عاماً، وهم شبه متأكدين أنه غرق لأن المركب لم يبتعد كثيراً عن السواحل التونسية وبالتالي لم يصل أي مهاجر لإيطاليا"، محملاً المسؤولية "للحرس البحري لأنه تمّ إنقاذ 7 أشخاص يوم الحادث وتوقفت ليلتها عمليات البحث والتمشيط لتعود وتتواصل بعد عدّة ساعات من التوقف. ما يعني أنّ البحر جرف أغلب الجثث".
وأكّد رضا عثمان، والد الشاب سامي (20 سنة)، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "منطقته في "عميرة الفحول" بالمنستير منكوبة كلها، بعد فقدان 8 شباب من الحي نفسه، أغلبهم أقرباء وجيران، وقد تمّ إخراج 3 جثث فقط". وأضاف أنه كان يعلم بهجرة ابنه وباع بعض الزيتون لتدبّر ثمن الهجرة، "فزوجته مريضة ومقعدة وظروفه قاسية وكان ابنه سامي ينوي مساعدة أسرته".
وأضاف عثمان أنه "يومياً يزور ميناء الصيد البحري على أمل عثور الصيادين على مزيد من الجثث"، وأضاف أنّ "حالة من الشلل أصابت أغلب العائلات بعد العثور على المركب مساء أمس، وكانوا يأملون وجود جثث بالقرب منه".
ويذكر أنّ القارب المذكور غرق يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وكان على متنه 30 مهاجراً غير شرعي، شرق المهدية على بعد 10 كليومترات.