للمرّة الخامسة على التوالي، أصدرت نيابة أمن الدولة العليا في مصر قرارات تقضي بتجديد حبس 156 شاباً من 20 محافظة لمدّة 15 يوماً على ذمّة التحقيق. ويأتي ذلك على خلفية تظاهرات 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي قامت في مصر لدعم القضية الفلسطينية ونصرة لقطاع غزة في وجه الحرب المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وجاءت قرارات تجديد الحبس تلك على ذمّة 26 قضية منفصلة متعلقة بتلك التظاهرات التي نُظّمت في أنحاء مختلفة من البلاد. يُذكر أنّ قرارات تجديد الحبس الأخيرة صدرت على مدى يومَين، أمس الأحد واليوم الاثنين، وبصورة إجرائية فقط للمرّة الخامسة، من دون تحقيقات جديدة، ومن دون إخلاء سبيل أيّ من المتظاهرين الموقوفين.
تجديد حبس رافع علم فلسطين و72 آخرين من مشجعي الأهلي
وقررت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، يوم الاثنين، تجديد حبس 73 من مشجعي النادي الأهلي 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجري معهم، عقب القبض عليهم خلال وبعد انتهاء مباراة كرة القدم، التي جمعت بين ناديهم ونادي الرجاء المغربي في دوري أبطال أفريقيا، على استاد القاهرة الدولي، في 22 إبريل/ نيسان الماضي.
وجاءت قرارات تجديد الحبس في 3 قضايا تتعلق بالاتهامات ذاتها المتعلقة بأحداث المباراة المشار إليها، ومن دون حضور الشبان المجدد حبسهم لمقر نيابة أمن الدولة العليا، حيث جرى تجديد الحبس عبر تقنية "فيديو كونفرانس".
وقدمت هيئة دفاع مشجعي النادي المحبوسين على ذمة التحقيقات، بلاغاً للنائب العام محمد شوقي عياد، وهو البلاغ الرابع منذ القبض على الشباب، طالبت خلاله بإخلاء سبيل الشباب المعتقل بأي ضمان، خوفاً على مستقبلهم، كونهم طلبة ويخشى عليهم من الضياع.
وأوضح البلاغ أن الشباب لم يتمكنوا من أداء الامتحانات العام الماضي، نظراً لحبسهم وما تعرضوا له من انتهاكات، وأنه في حالة استمرار حبسهم فلن يتمكنوا من أداء الامتحانات هذا العام أيضاً للعام الثاني على التوالي، مما يعرّضهم للفصل وتدمير مستقبلهم التعليمي.
وأكدت هيئة الدفاع أن نيابة أمن الدولة تقوم بإصدار قرارات تجديد الحبس بشكل "إجرائي فقط"، ولم تمكن الدفاع من تقديم أي دفوع قانونية، ولم تحل القضايا حتى للمحاكمة للبت فيها.
وقد جرى تجديد حبس 21 شاباً على ذمة القضية رقم 708 لسنة 2023 حصر تحقيقات أمن الدولة العليا، و5 آخرين على ذمة القضية رقم 508 لسنة 2023 حصر تحقيق أمن الدولة العليا، وكذلك جرى تجديد حبس 47 شاباً على ذمة القضية 744 لسنة 2023 حصر تحقيقات أمن الدولة العليا، وذلك بعد أن تم ضم مشجع رفع علم فلسطين خلال المباراة إلى القضية، وتجديد حبسه معهم فيها.
ويذكر أن أنّ 29 شاباً مصرياً كانوا مخفيّين قسراً أكثر من 70 يوماً، عقب اعتقالهم بعد مشاركتهم في تظاهرات دعم القضية الفلسطينية ونصرة قطاع غزة، ظهروا في مقرّ نيابة أمن الدولة العليا المصرية. وقد اتّخذت النيابة قرارات بحبسهم مدّة 15 يوماً على ذمّة التحقيق، ليرتفع بذلك عدد المحبوسين على خلفيّة التظاهرات في مصر إلى 156 شاباً بعدما كان عددهم 127.
ووجّهت نيابة أمن الدولة العليا في مصر تهماً متنوّعة إلى الشبّان المحبوسين، وهي "الانضمام إلى جماعة إرهابية"، و"التحريض على التظاهر من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، و"الاشتراك في تجمهر مكوّن من أكثر من 5 أشخاص"، و"ارتكاب عمل إرهابي"، و"تخريب أملاك عامة وخاصة عمداً"، و"إتلاف أملاك منقولة وثابتة".
يُشار إلى أن سلطات الأمن المصرية دأبت، على مدار السنوات الماضية، على التنكيل بالشباب وأعضاء الروابط (الألتراس)، في إطار الحملة الأكبر والأشمل للتنكيل بكل صور التظاهر أو التجمع، حتى لو كان في إطار احتفالي أو تشجيعي.