نصف مليون أفغاني غادروا باكستان بعد حملة ملاحقة المهاجرين

08 ديسمبر 2023
غادروا عائدين إلى بلادهم بعد حملة الملاحقة الحكومية (فرانس برس)
+ الخط -

غادر نحو نصف مليون مهاجر أفغاني كانوا يعيشون في باكستان من دون وثائق صالحة عائدين إلى بلادهم خلال نحو شهرين ضمن حملة الملاحقة الحكومية للمهاجرين غير النظاميين.

وتصر الحكومة الباكستانية على أنها لا تستهدف الأفغان بالتحديد، بالرغم من أنهم يمثلون معظم الأجانب فيها.

نصف مليون أفغاني من دون وثائق

لطالما استضافت باكستان 1.7 مليون أفغاني فر معظمهم من بلادهم خلال الاحتلال السوفييتي 1979-19989. وفر نحو نصف مليون أفغاني آخرين منذ سيطرة طالبان على الحكم في 2021.

في مؤتمر صحافي الجمعة في إسلام أباد، قال القائم بأعمال وزير الداخلية سرفراز بغتي إن أكثر من 482 ألف أفغاني أعيدوا إلى وطنهم في الشهرين الماضيين، 90 بالمائة منهم طواعية. وأضاف أن بلاده قررت أيضا ترحيل 10 أفغان كانوا في البلاد بشكل قانوني لكنهم شاركوا في الحياة السياسية.

وأضاف: "يسمح فقط للمواطنين الباكستانيين بالانخراط في الأنشطة السياسية في البلاد. وأي أجنبي سيثبت ضلوعه في أي نشاط سياسي سيُرحّل فورا". لم يحدد الوزير أسماء الأفغان العشرة كما لم يسهب في تفاصيل عن أنشطتهم.

كان بغتي قد قال إنه في المرحلة الأولى، سيرحل الأفغان الذين لا يحملون وثائق، لكن في مرحلة ما، سيعود كل لاجئ أفغاني لأن باكستان استضافتهم لما يصل إلى أربعين عاما.

أثار التغير المفاجئ أزمة في العلاقات بين البلدين. وعلى الأرجح، ستسبب تصريحات بوغتي ذعرا وسط حوالي 1.4 مليون لاجئ أفغاني مسجل يعيشون في باكستان.

جاءت تصريحاته خلال زيارة ممثل الولايات المتحدة الخاص لأفغانستان توماس ويست إلى باكستان. والخميس، التقى ويست بالقائم بأعمال وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني، وفقا للوزارة.

أثار الترحيل القسري للأفغان انتقادات من نشطاء حقوق الإنسان ومسؤولي الأمم المتحدة وآخرين طلبوا من باكستان إعادة النظر في سياستها.

حاليا، توفر جماعات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة الرعاية الصحية والأغذية للواصلين إلى أفغانستان من باكستان. وتوفر إدارة طالبان مساعدات لهم أيضا.

وتوافد ملايين الأفغان إلى باكستان خلال عقود من الحرب، بما في ذلك حوالى 600 ألف أفغاني منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول في آب/أغسطس 2021، ما يجعلها واحدة من الدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم.

ويخشى كثيرون العودة إلى أفغانستان، حيث فرضت حكومة طالبان تطبيقاً صارماً للشريعة الإسلامية، بما في ذلك منع الفتيات من الحصول على التعليم بعد المدرسة الابتدائية على سبيل المثال.

وتعهّدت الحكومة الباكستانية بالتشدّد مع المهاجرين غير النظاميين الذين يرفضون المغادرة، كما كثّفت الشرطة الاعتقالات في أنحاء البلاد.

من جهتهم، اتهم نشطاء في مجال حقوق الإنسان السلطات الباكستانية باستخدام التهديدات وسوء المعاملة والاحتجاز، لإجبار المهاجرين على المغادرة.

كذلك، أفاد عدد من الأفغان بإلقاء القبض على أشخاص يتمتّعون بوضع قانوني، ومحاولات ابتزاز من قبل الشرطة.

ولكن وفقاً للمراقبين، يبدو أنّ هذه المبادرة تحظى بدعم غالبية السكان الباكستانيين الذين ينظرون في كثير من الأحيان إلى هؤلاء اللاجئين باعتبارهم عبئاً على البنى التحتية والمالية في البلاد.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون