قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن نزلاء مراكز رعاية المسنين تصدروا معدلات التعافي من فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وكانت هذه المراكز تعتبر من بين أكثر البؤر خطورةً من حيث عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن كورونا، حيث أدى انتشار الفيروس في ما يقرب من 31000 مؤسسة للرعاية طويلة الأمد في البلاد، لوفاة ما يزيد عن 163000 من النزلاء والمستخدمين، وهو ما يشكل أكثرَ من ثلث الوفيات المسجلة منذ أواخر الربيع الماضي.
وبحسب التقرير، تناقصت أعداد الإصابات والوفيات بشكلٍ حاد منذ بدء التلقيحات نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث مُنحت الأولوية في تقديم اللقاح للنزلاء الراقدين لفترات طويلة بمراكز الرعاية الصحية، وقالت الصحيفة أنه بحسب تحليلها للإحصاءات الوطنية، تجاوزت هذه المراكز معدلات التعافي في البلاد.
وترى "نيويورك تايمز" أن هذا التحول اللافت يشير إلى دلالات مشجعة عن فعالية اللقاحات، ويبعث برسالة أمل مبكرة عما يمكن أن تأتي به الأيام، خصوصاً مع تزايد أعداد الذين يتلقون اللقاح يومياً.
وانخفضت نسبة الحالات الجديدة بأكثر من 80% بين النزلاء المقيمين في مراكز رعاية المسنين، في الفترة ما بين أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي ومطلع فبراير/شباط، و تشكل نسبة التعافي هذه ما يقرب من ضعف معدل التعافي على المستوى القومي، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن نسبة الوفيات انخفضت داخل هذه المراكز بنسبة تزيد عن 65%، رغم ارتفاع أعداد الوفيات خلال الشتاء.
وعبر ديفيد جيفورد، كبير المسؤولين الطبيين في جمعية الرعاية الأميركية، عن أمل كبير بهذه النتائج، وقال لـ"نيويورك تايمز": "ربما يخونني التعبير عمّا أشعر به، فالأمر رائع ومشوق"، وأضاف جيفورد: "إذا شهدنا استجابة قوية للقاح مع كبار السن، المصابين بمرض شديد العدوى، فإن هذه علامة رائعة لبقية السكان".
ويُرجع الخبراء هذا التطور السريع إلى توزيع اللقاحات، حيث تلقى حوالي 4.5 ملايين مقيم وموظف في مراكز الرعاية طويلة الأمد الجرعة الأولى من اللقاح، بما في ذلك نحو 2.1 مليون شخص تم تطعيمهم بالكامل، وقد تكون العوامل الأخرى، بما في ذلك الانخفاض الحاد في عدد الإصابات الجديدة على مدى الأسابيع الأخيرة، ساهمت بذلك أيضاً.
ووصلت نسبة الإصابة في مراكز الرعاية الأميركية إلى أدنى مستوياتها منذ شهر مايو/أيار الماضي، أي منذ بدأت الحكومة الفيدرالية مراقبة البيانات.
وقال سونيل باريك، الأستاذ المشارك في علم الأوبئة والطب بكلية الصحة العامة بجامعة ييل Yale، "إن ما يثير دهشتي هو مدى سرعة ما نراه (من نتائج) حيث انخفض عدد الإصابات الأسبوعية، في مراكز رعاية المسنين، من عدة مئات، خلال فترة الأعياد، إلى ما يقل عن 30 على مستوى الولاية خلال أسبوع واحد"، معتبراً ذلك "انخفاضاً كبيراً" وقال أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث بشأن الدور الذي يلعبه انتقال العدوى المجتمعية، وما إذا كانت الجرعة الأولى من اللقاح توفر حماية أكثر من المتوقع.
وشهدت مراكز رعاية المسنين التي تلقت اللقاح المبكر انخفاضاً بنسبة 48% في حالات الإصابة، مقارنةً بـ 21% في دور رعاية المسنين القريبة التي لم تتلق اللقاح بعد.
وأبلغت بعض الولايات، مثل فرجينيا الغربية وكونيتيكت، عن انتهاء التطعيمات في جميع مراكز رعاية المسنين، لكن العديد من الموظفين ونسبة قليلة من السكان رفضوا الحصول على اللقاح، ومن ناحية أخرى أكد التقرير أنه تم تطعيم أربعة أشخاص من بين كل خمسة مقيمين أو أكثر في بعض مراكز رعاية المسنين.
ويتحدث التقرير عن مركز "جراند سينيور" في مدينة نورث داكوتا حيث وافق أكثر من 90% من النزلاء على تلقي اللقاح، ونتيجة لذلك بدأت الحياة بالعودة إلى طبيعتها، ويسمح الآن للمقيمين بلقاء شخص واحد أو اثنين من أحبائهم في وقت واحد، وهم حالياً يمارسون الغناء على هيئة مجاميع، رغم أنهم متباعدون عن بعضهم ويرتدون الأقنعة.