نازحة فلسطينية: الرعب بممرات جنوب غزة فاق ما شهدناه في شمال القطاع

17 نوفمبر 2023
نزوحهم ما هو إلا انتقال لتشريد أو موت على ممرات غير آمنة (أشرف عمرة/الأناضول)
+ الخط -

من رعب إلى رعب، نزح مئات آلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ليصدمهم واقع عدم وجود ممرات "آمنة"، وليكتشفوا أن نزوحهم ما هو إلا انتقال لتشريد أو موت، لكن بصفتهم "نازحين"، على ممرات أعلنتها إسرائيل "آمنة" لتشجيع النزوح.

انتصار رزق العرابيد (48 عاما) مدرّسة تربية إسلامية، نازحة من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة إلى مخيم النصيرات بالوسط، روت للأناضول بعضا من الفظائع التي شهدتها وعائلتها أثناء رحلة النزوح الشاقة التي كانت "محفوفة بأنواع الرعب والذل".

تقول انتصار لمراسل الأناضول: "اضطررنا إلى اللجوء إلى الوسط، بعد ما رأيناه في الشمال من عنف (إسرائيلي)".

وتتابع: "آخر ليلة لنا في الشمال، ضرب الجيش الإسرائيلي علينا 3 أحزمة نارية، أحدها من جهة المستشفى الإندونيسي، كنا 45 شخصا في بيت مساحته 120 مترا، خاف أولادنا وساد رعب شديد في مخيم جباليا، فاضطررنا للخروج".

بعد صعوبات في تأمين وسائل النقل نظرا لقطع الوقود عن القطاع، تمكنت انتصار وعائلتها من الوصول إلى وسط القطاع، في رحلة تخللتها فترات من السير مدة طويلة على الأقدام.

رحلة النزوح القسري هذه زادها صعوبة على انتصار أن إحدى رجليها مكسورة، فيما الطرقات كانت متكسرة ومحروقة بفعل القصف الإسرائيلي العنيف، فكانت تقع مرارا، ما دفع زوجها إلى حملها كحلٍّ وحيد مع حالتها الصحية هذه.

"لم أتعرف على مخيم البريج مع أنني كنت من سكانه"، تقول انتصار، "الأبنية سوّيت بالأرض بالقصف ثم التجريف".

في الطريق، تواصل انتصار: "رأينا جثث شهداء متفحمة بعضها داخل سيارات، والقناصون يترصّدون من يمر عبر الممرات التي ادّعوا أنها آمنة".

تكمل: "وصلنا إلى ممر حيث تعرّض أطفالي وغيرهم من الذكور لتفتيش جسدي كامل وعارٍ، شمل كل أنواع الذل، وفق وصف أحد الشبّان الذي خرج بالسروال الداخلي بعد 72 ساعة من احتجازه".

"بعد الممر الآمن، عبرنا إلى المنطقة التي ادعوا أنها آمنة، حيث رأينا أكثر من قناص في منزل مطل على الطريق، فاضطر من معي للجري، فيما نقلني شاب على دراجة هوائية، نظرا لإصابتي، وصولا إلى مخيم النصيرات".

تؤكد انتصار أن ما شهدته في رحلة النزوح عبارة عن "مناظر مفزعة، الناس مرعوبة، وكل ما شهدناه من رعب خلال الفترة الماضية لا يعادل واحد بالمائة من الرعب الذي شهدناه في ما يُدّعى أنه ممر آمن".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل الجيش الإسرائيلي مطالبة سكان شمال القطاع بالنزوح باتجاه الجنوب، وهو ما يتضح يوميا أنه مجرد ادعاءات تتناقض مع مشاهد الموت والدمار التي تلاحق النازحين أينما توجهوا.

ومنذ 42 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 11 ألفا و500 شهيد فلسطيني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمائة منهم أطفال ونساء، وفق آخر إحصاء رسمي فلسطيني صدر مساء الأربعاء.

(الأناضول)

المساهمون