مُجمع فاقدي الرعاية بمصر: ملاذ للأطفال والمسنين في تجربة غير مسبوقة بالشرق الأوسط
يحتضن "مجمّع فاقدي الرعاية" في محافظة الشرقية بمصر، منذ إنشائه، مسنين وأطفالا بدون مأوى، ليكون أول تجربة نوعية تقدّم الدعم والمساندة لهذه الفئة وتساعدها على الاندماج في المجتمع.
ويضمّ المجمع أكثر من 46 طفلًا و176مسنا، ويوفر عبر دار للرعاية خدمات الإيواء والصحة وبرامج للتأهيل النفسي، دون إغفال الجانب الترفيهي للمساهمة في التخفيف عنهم، إذ توجد "ماما سلمى" التي تقصّ على الأطفال حكاياتها المشوّقة، التي تسافر بهم إلى عوالم الخيال والمتعة، فيما يطرب العمّ سيد آذان الكبار والصغار في الحديقة الواسعة مقر التقائهم، بالإضافة إلى تنظيم مباريات في لعبة الطاولة وكرة القدم بينهم.
ويرى القائمون على المجمع أنّ دمج كبار السن مع الأطفال المشردين يعد التجربة الأولى في الشرق الأوسط.
وتقول زينب زمزوم، مدير العلاقات العامة في جمعية بسمة الخيرية، لـ"العربي الجديد"، إن "دار الرعاية بالمجمع تبدأ بالتواصل مع الأطفال أولا لإخبارهم أنه سيتم نقلهم إلى مؤسسات رعاية لتأهيلهم ودمجهم، كما هو الشأن مع كبار السن، حيث يجري تقييم حالتهم، ومن كان لديه مرض مزمن يتم نقله إلى المصحة، أما الباقون فتتم معالجتهم قدر المستطاع وتوفير احتياجاتهم، بالإضافة إلى مساهمين آخرين من جمعيات أخرى".
بدورهم، لم يخف مستفيدون فرحتهم بهذا المجمع الذي لمّ شملهم "في حب وسلام، يشدون أزر بعضهم البعض، ويداوون جراحهم، ويعينون أنفسهم على نسيان ما عانوه من قسوة الحياة".
وفي السياق، يقول كامل محمد رشاد، لـ"العربي الجديد"، إنه لجأ لدار الرعاية بالمجمع لعدم وجود أي أحد يعتني به، خاصة أنه يعاني من مرض مزمن، ويحتاج إلى شراء أدوية ومستلزمات علاجية.
من جهته، يقول الطفل عمار محمود محمد، البالغ من العمر 12 سنة، إنه بفضل دار الرعاية استطاع أن يتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، بعد أن تم انتشاله من الشارع.