ميكروفونات البيئة تلتقط "علامات متاعب" الطبيعة

07 يناير 2023
تدعم الميكروفونات الصوتية جهود حماية أفيال إندونيسا (جنيدي حنفية/ الأناضول)
+ الخط -

يطبق باحثون بيئيون منذ سنوات مقولة إن "تحقيق هدف تحذير كائن من تهديد معين قد يتعرض له يحتم أن يستمع إليه باهتمام وتعاطف"، ما يجعلهم يوجهون آذانهم للحيوانات المعرضة لخطر من خلال شبكة عالمية من الميكروفونات توجد على الأرض وفي الماء.
على مرّ سنين أنشأ البروفيسور في مجال الصوتيات الفرنسي ميشال أندريه شبكة عالمية ومتنامية من الميكروفونات التي تستمع إلى الطبيعة لالتقاط "علامات المتاعب" في المحيطات والصحارى والغابات المطيرة والمناطق في القطبين الجليديين.
ويوضح في حديثه لموقع "سترايتز تايمز" أن رحلته العلمية بدأت في تسعينيات القرن العشرين عندما أظهر تزايد عدد اصطدامات الحيتان بالعبّارات في جزر الكناري أنها أصبحت ضعيفة السمع بسبب الضوضاء التي يصنعها الإنسان في المحيطات.
وأنشأ أندريه نظام استماع تحت البحر لتحذير قادة السفن من الحيتان التي تعبر طريقهم، ثم شكّل المشروع أساس الاستماع إلى أعماق المحيطات البيئية من خلال شبكة عالمية من الميكروفونات تنقل على مدار الساعة البيئة الصوتية للمحيطات، وترصد التلوّث الضوضائي البشري، وتميزها عن الأصوات الطبيعية للبحر والحياة والأحداث الجيولوجية.

وفي عام 2014 أسس أندريه مؤسسة خيرية استخدمت شبكة ميكروفونات شملت مهماتها مراقبة النباتات والحيوانات في غابات الأمازون المطيرة، وتحليل تأثير التلوّث الضوضائي على الحياة البحرية في المحيطات القطبية الشمالية والجنوبية، وتحديد التهديدات لمنازل القرود الأفريقية واقتراح حلول. وهو يعتقد أن إمكانات الصوتيات الحيوية لا حصر لها، "فالطبيعة لا تنتهي، وبالتالي لا نهاية لنهج دراسة الصوت".
ولاحقاً، شارك عالم البيئة الهندي آرون كريشنامورثي في بناء سلسلة محطات مراقبة تعتمد على ميكروفونات لمنع القطارات من ضرب الأفيال في الهند. أما عالم الحيوانات البرازيلي الراحل خوسيه مارسيو أريس فاستخدم بيانات ميكروفونات لمراقبة صحة النظم البيئية في غابات الأمازون المطيرة.
وشارك الجيولوجي الإيطالي فرانشيسكو ساورو في تطوير مجال علمي جديد شمل الاستماع إلى الأصوات في كهوف عميقة وبعيدة في العالم لفهم كيفية تكونها، وتطورها.
ويوضح أندريه أن "شبكات الميكروفونات تمنح دعاة الحفاظ على البيئة أداة أخرى لحماية كوكب الأرض وسكانه، فصور الأقمار الصناعية قد تُظهر قطع الأشجار مثلاً، لكن ليس التغيّرات الطفيفة في حياة الغابات. ونحن لا يمكننا فقط الاستماع وتجاهل ما يجري. وهو ما يقودنا إلى اتخاذ إجراءات مناسبة للحفاظ على كوكب الأرض".


 

المساهمون