داهمت مياه الأمطار الغزيرة النازحين القاطنين في مخيمات محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، الليلة الماضية، بعد أيام على عاصفة ضربت المنطقة، وسبّبت تشريد نحو 12 ألف عائلة نازحة وحرمانها المأوى.
وأطلقت جهات محلية نداءات استغاثة لإجلاء العائلات من مخيمات "شحشبو"، و"التكافل"، و"غرباء"، وذلك بعد غرق خيام النازحين بسبب تساقط الأمطار، وغمرت المياه 60 في المائة من خيام مخيم التكافل خلال ساعات الليل، ومع حلول الصباح بدأت الأضرار تتكشف، وتوجه متطوعون يعملون في منظمات محلية للمساعدة في عمليات إجلاء الأطفال وكبار السن.
ودمرت مياه الأمطار خيام نازحي مخيم "الرحمة" بالقرب من بلدة "زردنا" شمال مدينة إدلب، ليغادر عدد من العوائل المخيم المقام على أرض زراعية، فيما أكد الدفاع المدني أن طفلاً أصيب بجروح في مخيم "سرغايا" قرب بلدة "أرمناز" شمال إدلب، فجر الأحد، بعد انهيار الخيمة التي يعيش فيها مع عائلته بسبب العاصفة الهوائية وتساقط المطر، ونُقل الطفل إلى المشفى، بينما نقل متطوعو الدفاع المدني العائلة.
وحمّلت العديد من الجهات المحلية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مسؤولية التقاعس عن إيصال الدعم للنازحين في الشمال السوري لمواجهة الأزمات التي تعصف بالمخيمات، ومنها العواصف المطرية التي تدمّر الخيام.
وقال مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر حماد الأسعد، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تقاعساً دولياً، وهناك عراقيل من الدول الداعمة للنظام السوري، كذلك هناك ضغط على مفوضية اللاجئين لعدم تقديم مساعدات كافية للنازحين واللاجئين السوريين، رغم أنها تقدم دعماً محدوداً بالأساس، وبعض المنظمات أساءت إلى العمل الإنساني".
وكان مخيم نهر عفرين القريب من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، من بين المخيمات الأكثر تضرراً، حيث غمرت مياه الأمطار الخيام، وأدت العاصفة التي صاحبها تساقط أمطار غزيرة إلى تدمير بعض الخيام في مخيم "أهل التح" القريب من بلدة "باتنته" في ريف إدلب.
وقالت أم محمد (38 سنة) المقيمة في مخيم قريب من بلدة دير حسان، لـ"العربي الجديد"، إن المخيم الذي تقيم فيه يقع بمنطقة جبلية لا تغمرها المياه، لكن سرعة الرياح العالية أبقتها مستيقظة طوال الليل مع بقية أفراد عائلتها خشية أن تقتلع الرياح سقف المنزل المؤقت الذي تعيش فيه، وهو عبارة عن ألواح من التوتياء.
وأكد الناشط مرهف الجدوع لـ"العربي الجديد"، أن الكثير من المخيمات تضررت، وأنه شخصياً من بين المتضررين بسبب العاصفة التي تلتها أمطار غزيرة، مشيراً إلى أن الوضع لا يزال مأساوياً في المخيمات المتضررة.
ولجأ عدد من العوائل خلال الأيام الماضية إلى المساجد ومراكز الإيواء والمدارس، وبلغ عدد المخيمات المتضررة 228 مخيماً، وفي الوقت الحالي يحتاج النازحون المتضررون إلى مأوى ومواد تدفئة لإنقاذهم من الظروف الجوية القاسية التي تضرب المنطقة.