تركته والدته بعد فترة الرضاعة في دار للأيتام، ثم انفصل الطفل وقتها، محمد خالد، عن الدار في سن العاشرة من دون أن يكون له مأوى سوى الشارع. لكنه تحدّى ظروفه، وجمع تكاليف دورات تدريبية في الرسم، حتى أصبح اليوم مبدعاً.
ويقول العشريني المصري لـ "العربي الجديد"، إنه في سن العاشرة ترك دار الأيتام بسبب رفض والديه استقباله، وبدأ العمل في أحد المطاعم لجمع المال اللازم للالتحاق بالدورات التدريبية، قبل أن يفتتح مرسمه الخاص بالقرب من جامعة القاهرة.
ويشير خالد إلى أنّ "الرسم هو كل شيء بالنسبة إلي، فالورقة والقلم هما أبي وأمي، وبسبب ما تعرّضت له، كنت طفلاً صامتاً لا أستطيع التكلّم مع أحد، فكان الرسم صديقي الذي أفضفض له، وحين تركت دار الأيتام إلى الشارع، كنت أعرف أنّ نجاتي ستكون عن طريق الرسم".
وتابع: "جرى إيداعي بأحد دور الرعاية للأيتام في محافظة الجيزة، رغم وجود والدي على قيد الحياة لكنهما منفصلان، وأصبت بالدهشة عندما علمت سبب مجيئي للدار، ورفضت لمدة طويلة مقابلة والدتي، لكن في نهاية المطاف وافقت على زياراتها، لكنها رفضت في الوقت نفسه أن أعيش معها".
ويضيف أنه بدأ يحكي مشاكله على الورق عن طريق الرسم في سن الثامنة، وأظهر مشاكل التفكك الأسري، وبعد ذلك بدأ بالرسم على الحائط الخاص بالدار حتى عمر العاشرة، الأمر الذي تسبّب بمطالبته بترك الدار إذا استمرّ في ذلك.
ويسرد خالد، أنه بعد أن ترك الدار، رفض أي شخص من عائلته استقباله، ومكث أياماً عدّة في الشارع، حتى بدأ العمل في أعمال شاقة ليوفر بها بعض المال الذي من خلاله استطاع تعلّم "كافة فنون الرسم، وحصلت على أكثر من شهادة بعد ذلك حتى أسّست مرسمي الخاص".
ويحلم محمد خالد بأن يتحوّل مرسمه إلى سلسلة مراكز فنية في كلّ محافظات مصر، كما يأمل بإنشاء مركز فني، ثقافي ضخم، في محافظة بورسعيد حيث تعيش عائلته.