منى الصبّاح تنقل الزراعة المائية إلى نابلس

نابلس

سامر خويرة

سامر خويرة
11 مارس 2021
منى الصبّاح تقاوم الاحتلال بزراعة سطح منزلها في نابلس
+ الخط -

 

أن يكون هناك بيت بلاستيكي على سطح بناية سكنية في نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، هو أمر غير مألوف، إذ إنّ مكانه المعتاد الأراضي الزراعية. لكنّ هذا البيت يحوي داخله باكورة مشروع زراعي بسيط، لكنّه يُعدّ رائداً، فهو يقوم على نظام الزراعة المائية (هيدروبونيك)، وتتولى أمره السيدة الفلسطينية منى الصبّاح، لتكون من أوائل الفلسطينيين الذين ينفذون مثل هذه المشاريع. الصبّاح التي درست الفنون الجميلة، وتهوى تعليم الرياضيات، ترى في تجربتها مغامرة كبيرة، لكنّها تسعى للوصول إلى نظامٍ زراعي قادرٍ على إنتاج نباتات عضوية خالية من الأسمدة والكيماويات، وتستهلك القليل من المياه، وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وفق ما تؤكد لـ"العربي الجديد". البداية لم تكن سهلة، نظراً لكون الزراعة المائية حديثة العهد بفلسطين عموماً، إذ لجأت الصبّاح إلى موقع "يوتيوب" أولاً، ثم استشارت المهندسين الزراعيين وذوي الاختصاص في هذا المجال، الأمر الذي زاد من قناعتها بأهمية هذا النوع من الزراعة التي تتغلب على مشكلة نقص المياه.

ووفق الصباح، تقوم "الزراعة المائية" على زراعة بذور النبات أو الشتلات في محلول مائي مغذٍّ، يحتوي على العناصر الرئيسية التي يحتاج إليها النبات، وتراوح بين 12 و16 عنصراً، أو زراعة النبات في مادة صلبة خاملة، لا تتفاعل مع المحلول المغذي للنبات، وبهذه الطريقة يُستغنى عن اللجوء إلى استخدام المخصبات الكيميائية التي عادةً ما يتسرب الفائض عن حاجة النبات منها، في الزراعة التقليدية، إلى التربة. كذلك إنّ الزراعة المائية تحمي النبات من الآفات التي قد تهاجمه من التربة، كما هي الحال في الزراعة التقليدية. بالنسبة إلى الصبّاح، تعزز هذه الطريقة صمود المزارعين في وجه مخططات الاحتلال الاستيطانية، وتدعوهم إلى الاستمرار في الزراعة، إذ تقول: "نحن للأسف نخسر يومياً المزيد من الأراضي بسبب الاحتلال والمستوطنات، فهل نترك الزراعة؟ إنّ مقاومة الاحتلال واجبة". وتؤكد الصبّاح أنّه، في المقابل، يمكن كثيراً من المزارعين الاستثمار في هذا النظام للاستمرار في عملهم وإنتاجهم، لكونه يصلح لمعظم الزراعات، خصوصاً الورقية والطبية، والمثمرة كالخضروات والفواكه والأشجار التي بالإمكان تقزيمها من خلال هذه التقنية، إذ يصبح إنتاجها أعلى.

الصورة
منى الصبّاح زراعة مائية في نابلس

تواصل الصبّاح حديثها وهي تتفقد شتلات الخسّ التي باتت يانعة، وتقول: "هل يعقل أن نستورد غذاءنا من دولة الاحتلال ومستوطناته؟ أنا أطمح إلى أبعد من مجرد وقف الاستيراد من الاحتلال، بأن يأتي اليوم الذي نصدّر فيه منتجاتنا الزراعية إلى العالم، فهذا النوع من الزراعة ذو جدوى اقتصادية عالية، ويعادل إنتاجه ما بين خمسة وعشرة أضعاف الزراعة التقليدية".

الصورة
منى الصبّاح زراعة مائية في نابلس

وظهرت الزراعة المائية كمنتج تسويقي عام 2016 في قطاع غزة، وبعد عدة أشهر كانت حاضرة في بلدة يعبد جنوب غرب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، ثم أخذت بالتوسع أكثر، فهي طريقة جديدة للزراعة بلا تربة انتشرت في فلسطين خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتعتمد على الزراعة في الماء، مع توفير باقي المقومات الأخرى اللازمة لنمو النبات. ويُعدّ هذا النوع من الزراعة صديقاً للبيئة، إذ يمكن استخدامه لزراعة معظم الأنواع من النباتات باستخدام نظام غذائي متوازن بشكلٍ علمي.

الصورة
منى الصبّاح زراعة مائية في نابلس

الزراعة المائية من الأنظمة الزراعية الحديثة ذات الفاعلية القائمة على أساس استنبات المحاصيل في الماء من دون التربة، وبعض المغذيات، بكميات متفاوتة، بالإضافة إلى ضوء الشمس، لإنتاج خضروات وفواكه أكثر جودة وأقل تكلفة، في مساحات صغيرة ومحدودة، وهي محاولة لاستثمار بعض الأماكن في غياب تربة صالحة للزراعة، مثل أسطح المنازل في المدن، أو في حال تعذُّر استخدام التربة لارتفاع ملوحتها، كما في المناطق الصحراوية. ويوفر هذا النوع من الزراعة نسبة تصل إلى 80 في المائة من المياه والأسمدة، مقارنةً بالزراعة التقليدية في التربة، ففي هذا النظام تظلّ المياه موجودة، ويجري تكريرها فقط لا غير، كذلك لا تحتاج إلى مبيداتٍ حشريةٍ أو فطرية، بالإضافة إلى غزارة الإنتاج في مساحة ضيقة.

والمزرعة المائية عبارة عن حوض التغذية يوضع في مستوى مرتفع، يحتوي على الماء مضافاً إليه المواد المغذية للنبات، وشبكة أنابيب بلاستيك قطرها ما بين 10 و15 سنتيمتراً تحتوي على فتحات لوضع الشتلات بها، وتُربط هذه الأنابيب بأكواع تنقل المياه من خط إلى آخر، وكذلك حوض التفريغ، الذي يقع في نهاية شبكة الأنابيب وتُضَخّ المياه منه إلى حوض التغذية من جديد لتكتمل عملية الدورة الكاملة للمياه من حوض التغذية وإليه، وصولاً إلى الشتلات التي تُزرع وتثبت في فتحات خاصة في الأنابيب، فيما جذور النبتة تمتص الماء مباشرةً.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
مسيرة وفاء للسنوار في رام الله (العربي الجديد)

سياسة

نظمت حراكات شعبية وقوى فلسطينية وقفة ومسيرة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة ظهر اليوم السبت، وفاءً لبطولة وتضحية الشهيد يحيى السنوار.
الصورة
خلال تشييع الشهيدة حنان أبو سلامة (زين جعفر/ فرانس برس)

مجتمع

غدر الاحتلال الإسرائيلي بمن سمح لهم بقطف الزيتون من أهالي قرية فقوعة في جنين، لتسقط حنان أبو سلامة أول شهيدة للزيتون
المساهمون