في وقت ينتظر فيه قرابة ثمانين ألف طالب في الجامعة اللبنانية مصيراً مجهولاً بعد تسريب معلومات عن قرار برفع رسوم التسجيل نحو عشرة أضعاف، انشغل عدد من الشبان عرّفوا عن أنفسهم أنّهم تابعون لأمن "حزب الله" بمنع تحرك طلابي بعد ظهر اليوم (الأربعاء) في الضاحية الجنوبية لبيروت، تحت ذريعة "عدم أخذ الطلاب لإذن بالتصوير وتعليق المنشورات وتوزيعها"، مع العلم أنّه سبق للطلاب أن وزّعوا يوم أمس (الثلاثاء) المناشير ذاتها في منطقة الحمراء (بيروت)، على أن يوزّعوها بعد غدٍ (الجمعة) في منطقة مار مخايل النهر (بيروت).
وكان التحرك انطلق بدعوة من النادي العلماني في الجامعة اللبنانية بالتنسيق مع شبكة "مدى" الشبابية السياسية المعنيّة بإعادة دور الشباب على المستوى الوطني، احتجاجاً على "الزيادة العشوائية" في أقساط الجامعة والتي ستلامس أقلها 150 دولاراً أميركيّاً للطالب اللبناني في مرحلة الإجازة الجامعية ونحو 670 دولاراً للطالب الأجنبي.
تجمّع الطلاب عند الطريق القديم لمطار رفيق الحريري الدولي في منطقة الضاحية الجنوبية وبدأوا بتوزيع المنشورات على المارّة والسيارات وأصحاب المحال وتعليق الملصقات المطالبة بحماية الجامعة اللبنانية وضمان مجانية التعليم للجميع.
وعندما وصل الطلاب إلى منطقة حارة حريك (الضاحية الجنوبية)، اعترضتهم مجموعة من الشبان، مردّدين "أنتم في المربّع الأمني لحزب الله ولا يمكنكم التصوير أو تعليق أي ملصق من دون إذن مسبق". مطالبين بمغادرة الطلاب والصحافيين للمكان.
وطالبت المنشورات بـ"عقد طالبي يحمي الطلاب وينظم علاقتهم مع الإدارات، كما بحرية العمل السياسي في الجامعات وبحق الطلاب في الانتخابات الجامعية كي لا تبقى الجامعة تحت رحمة عصابات الأحزاب".
ودعت إلى "استرداد الأموال المنهوبة من قبل شركة طيران الشرق الأوسط، بحيث تُقدّر بـ 52 مليون دولار أميركي كبدل عن فحوص جائحة كورونا".
وحذّر الطلاب من أنّ "النظام يقتل التعليم المجاني عبر زيادة الأقساط، ويهجّر الشباب ليحمي نفسه، في حين أنّ المطلوب حل شامل يحمي التعليم".
وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، أوضح كريم صفي الدين، أحد منسّقي شبكة "مدى"، أنّ "التحرك يندرج في إطار التحضير لمؤتمر سيُعقد في التاسع من سبتمبر/أيلول المقبل في بيروت، بهدف طرح مسودة قانون حول العقد الطالبي الذي سيوقّعه النواب الأصدقاء، وكذلك عرض الخطة الشاملة للقطاع التربوي التي سيقدمها الحلفاء والأساتذة المناصرون لقضيتنا، بالإضافة إلى العناوين الأساسية التي سنخوض فيها الانتخابات الطالبية والتحركات في الجامعة، منها الشفافية المالية وانتخابات شرعية في الكليات كافة، والتمسك بعدم تحميل الطلاب كلفة الانهيار وحرية العمل السياسي والاجتماعي".
وأضاف: "الجامعة اللبنانية مُلك عام، لكننا نراها اليوم تُقتل وتُباع لتتحول إمّا إلى جامعة فارغة لا يمكنها أن تقدم شيئاً للطلاب والأساتذة أو إلى جامعة شبه تجارية تحمّل كلفة الانهيار للطلاب والفئات الشابة والمهمشة. إذاً، يخيّروننا اليوم بين وجود الجامعة ودفعنا ثمن ذلك أو بيعها وسيطرة الجامعات الخاصة".