منظمة وصّل تصل العراقية تتحدّى الجغرافيا: غذاء ودواء إلى غزة

12 يوليو 2024
من تظاهرة دعم لقطاع غزة في بغداد، العراق، 5 مايو 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

تمكّنت منظمة وصّل تصل العراقية، في الشهرَين الماضيَين، من إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، من بينها مواد غذائية وأدوية وملابس ومستلزمات نسائية وغيرها، في خطوة لدعم أهل القطاع وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليهم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2024. وأوضح المدير التنفيذي للمنظمة طارق عبد الكريم، من مدينة الفلوجة وسط العراق، لـ"العربي الجديد" أنّ إغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة أتت "بفضل تبرعات مستمرة من العراقيين في داخل البلاد والخارج، وما كان علينا إلا أن نتحدّى الجغرافيا ونوصل هذه المساعدات إلى المتضرّرين من الحرب في قطاع غزة".

من جهته، لفت الناشط العراقي عمر السلطان، من مدينة الموصل شمالي العراق، إلى أنّ "العراقيين انطلقوا لتقديم التبرعات والمساعدات لأهالي قطاع غزة بعد الشهر الثاني من الحرب (الإسرائيلية) على القطاع، علماً أنّها لم تنتهِ إلى هذه اللحظة"، مضيفاً أنّ "ثمّة تنسيقاً عالياً بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية في مدن عراقية كثيرة، من أجل إرسال المساعدات". وأوضح السلطان لـ"العربي الجديد"، أن "التبرعات العراقية هي أساس هذه المساعدات، وأن تنسيقاً عالياً يجري بين المنظمات والجمعيات وإدارة المؤسسات الدينية في بغداد والمناطق الغربية والشمالية"، مؤكداً أن "المنظمات أخذت على عاتقها توزيع المهام وتنويع المساعدات أيضاً".

وفي مايو/ أيار الماضي، توجّه وفد طبي من وزارة الصحة العراقية إلى العاصمة المصرية القاهرة من أجل تنسيق نقل عدد من جرحى قطاع غزة الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة إلى العراق بهدف تلقّي العلاج، وذلك بناءً على توجيهات حكومية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وقد تزامن ذلك مع استعدادات تجريها وزارة التجارة العراقية لنقل دفعة جديدة من المساعدات الغذائية إلى مصر، وجهتها قطاع غزة.

يُذكر أنّ وكالات الأمم المتحدة، ولا سيّما منظمة الصحة العالمية، إلى جانب جهات أخرى دولية تُعنى بالصحة والإغاثة من قبيل منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرهما، تشدّد منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة، على ضرورة إخراج الجرحى والمرضى من القطاع وعدم تجويع المدنيين، إلا أنّ الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصاره المدنيين، وقد سيطر كذلك على معبر رفح الذي كانت المساعدات إلى القطاع تدخل من خلاله، وإن كانت ضئيلة مقارنة بالحاجة الفعلية للفلسطينيين في غزة.

في سياق متصل، أشار عبد المدير التنفيذي لمنظمة وصّل تصل إلى أنّها "تمكّنت أخيراً من إيصال مساعدات إلى السودان الذي يمرّ بأزمة إنسانية" كبيرة. وتابع عبد الكريم أنّ المنظمة تسعى مستقبلاً إلى "التوجّه نحو مناطق أخرى، ومساعدة شعوب ومجتمعات في حاجة إلى الإغاثة من خلال التبرعات والمساهمات العراقية".

وكانت منظمة وصّل تصل قد أُنشئت في عام 2014 عندما احتل تنظيم داعش مناطق واسعة من العراق، أولاها محافظة نينوى (شمال)، بحسب ما بيّن عبد الكريم. وشرح أنّها راحت تساعد النازحين في معظم المدن التي شهدت احتلالاً ومواجهات مسلحة وقتالاً. كذلك تمكّنت من إيصال مساعدات إلى مخيمات النزوح في إربيل ودهوك الواقعتَين في إقليم كردستان العراق. وأكمل عبد الكريم أنّ "عمل منظمة وصّل تصل يهدف إلى إغاثة ضحايا التطرّف العنيف ودعم الاستقرار وتمثيل النساء وتعزيز الديمقراطية"، مبيّناً أن "المنظمة تنفّذ مشروعاً في محافظة الأنبار (غرب) حالياً، يركّز على دعم الشباب وتعزيز مشاركتهم في العمل السياسي. وفي الموصل (شمال)، نعمل بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة من أجل الحدّ من التطرّف العنيف، وإعادة دمج الأسر التي وصلت من مخيمات النزوح، سواء من سورية أو من المخيمات الداخلية مثل الجدعة جنوبي الموصل".

المساهمون