منظمات فلسطينية تطالب بحماية العاملين الإنسانيين ووقف الحرب على غزة

19 اغسطس 2024
من وقفة اليوم العالمي للعمل الإنساني في الضفة الغربية، 19 أغسطس 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

وجّهت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في يوم العمل الإنساني، نداء من أجل حماية العاملين الإنسانيين من استهدافات الاحتلال الإسرائيلي ووقف الحرب على قطاع غزة. وشدّدت الشبكة، في ندائها إلى العالم والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والوكالات الأممية، على ضرورة وقف العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف استهداف الطواقم الإنسانية الدولية والمحلية. جاء ذلك في وقفة نظّمتها المنظمات أمام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية - الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا) في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس/ آب من كلّ عام.

وسلّم المنسّق الإعلامي لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عصام بكر، رسالة إلى ممثّل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية سعد عبد الحق، الذي وعد بإيصالها إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونو غوتيريس. وطالبت الشبكة الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية "بتكثيف جهودها قبل فوات الأوان من أجل وقف فوري للعدوان على قطاع غزة"، وكذلك "اتّخاذ الخطوات اللازمة لإلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، بوقف حربها الإجرامية، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية (إلى الفلسطينيين في القطاع المحاصر) والانسحاب من كلّ مناطق قطاع غزة، والعمل من أجل السماح للفرق الإغاثية والإنسانية بمواصلة جهدها في مجال الخدمات الإنسانية والطبية، وإلزام دولة الاحتلال بوقف استهداف الطواقم الدولية والمحلية والمؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة بصورة فورية"، إلى جانب "السماح بإدخال المساعدات الإنسانية كافة، بما فيها اللقاحات الضرورية"، خصوصاً بعد "اكتشاف فيروس شلل الأطفال" في مياه الصرف الصحي بجنوب القطاع ووسطه.

ودعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في رسالتها إلى "الاستمرار في حركة التضامن الدولي وتوسيعها، والعمل لبناء جبهة مقاطعة دولية واسعة لنزع شرعية الاحتلال". وشدّدت على أنّ عمل المنظمات الأهلية سوف يتواصل في المجال "الإغاثي و(كذلك) الإنساني والطبي والزراعي والحقوقي وفي المجالات المجتمعية (...) على الرغم من استهداف مقرّاتها في قطاع غزة، وسقوط عشرات من الناشطين فيها بفعل القصف المباشر".

وقد شارك عشرات من الناشطين في المنظمات الأهلية الفلسطينية في وقفة اليوم، احتجاجاً على استمرار استهداف الأطقم الأهلية والإغاثية في غزّة وعلى عرقلة عملها، ورفعوا شعارات تدعو إلى وقف حرب الإبادة المفتوحة على قطاع غزّة، وترفض التجويع والتعطيش والحرمان من الرعاية الصحية، وتؤكّد الكارثة الإنسانية القائمة في قطاع غزة، وتصف الصمت إزاء ما يحصل بأنّه "عار".

في الإطار نفسه، قال المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين خالد قزمار لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، إنّ "العمل الإنساني في قطاع غزة، بما في ذلك العمل الذي تقوم به المؤسسات"، ومنها مؤسسته، "صار مشلولاً لعدم توفّر إمكانية التحرك للوصول إلى الضحايا". وأشار قزمار إلى أنّهم يعمدون إلى "نقل صورة ما يجري في قطاع غزة، من أجل الضغط لوقف إطلاق النار من أجل إنقاذ حياة الأطفال، إذ إنّهم الأكثر عدداً بين الضحايا". ورأى قزمار أنّ "الإنسانية والعمل الإنساني أمام امتحان، في ظلّ استمرار حرب الإبادة الجماعية التي لم تستثنِ العاملين في المجال الإنساني الذين يحاولون مساعدة الضحايا"، مطالباً بـ"يقظة الضمير العالمي من أجل وقف فوري للعدوان، وفتح المجال أمام العمل الإنساني، بهدف إنقاذ ما تبقى من حياة في قطاع غزة".

بدوره، كرّر مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك لـ"العربي الجديد" مطلب "الضغط في اتّجاه وقف الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات اللازمة، والضغط على دولة الاحتلال لتوفير الحماية للعاملين الإغاثيين سواء الفلسطينيين منهم أو الدوليين". وبيّن دويك أنّ "289 عاملاً فلسطينياً ودولياً في المجال الإنساني استشهدوا، من بينهم 207 من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ولفت دويك إلى أنّ "جميع العاملين الإغاثيين في العالم وفي أشدّ الحروب، يُتاح لهم الأمان والمساحة من أجل أداء دورهم الإغاثي والإنساني، لكنّ الاحتلال الإسرائيلي يستهدفهم في فلسطين ويقتلهم لمنعهم من الاضطلاع بدورهم، وبالتالي تعميق الأزمة الإنسانية وتعميق حالة الإبادة الجماعية".

وفي كلمة ألقاها عضو اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية حلمي الأعرج، حذّر من أنّ منظومة الأمم المتحدة كذلك في خطر، والمخاطر تهدّد وجودها ودورها في حماية الأمن والسلم الدوليَّين والقانون الدولي. وأضاف أنّ منظومة حقوق الإنسان مستهدفة ومستقبلها في خطر، في حال لم يخرج العالم عن صمته ولم تخرج كلّ شعوب الأرض للدفاع عن إنسانيتها، مشدّداً على ضرورة الخروج من "مربّع الصمت والجبن".

من جهته، قال المنسق الإعلامي للشبكة، عصام بكر، في كلمة ألقاها، إنّ العاملين في المنظمات الأهلية جاؤوا لرفع الصوت من أجل "المطالبة، أكثر من أيّ وقت مضى، بوقف العدوان البشع وجرائم حرب الاحتلال في حقّ الشعب الفلسطيني، ومن أجل إنصاف الضحايا وجبر الضرر ووقف الحكومة الإسرائيلية الفاشية عن ممارسة الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني". وشدّد بكر على أنّ "الشعب الفلسطيني سوف يواصل العمل بكلّ السبل المشروعة لنيل حقوقه الوطنية المكفولة بالقانون الدولي، والمتمثّلة في تقرير المصير، والعودة والاستقلال الوطني في دولة السيادة"، مشيراً إلى أنّ الشعب الفلسطيني "يرفض كلّ مشاريع الهيمنة الأميركية والغطرسة الصهيو-أميركية التي تحاول تركيعه".

المساهمون