"منسقو استجابة سورية" يدعو إلى تجديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود

15 يوليو 2023
يؤثر توقف المساعدات عبر الحدود على نحو مليوني نازح (عبد المنعم عيسى/Getty)
+ الخط -

دعا فريق "منسقو استجابة سورية"، السبت، إلى تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غرب سورية، عبر معبر باب الهوى الحدودي، بعيداً عن المناورات السياسية داخل مجلس الأمن. 

وجاء في بيان للفريق: "لليوم الخامس على التوالي، عملية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تركيا، لا تزال متوقفة، بالتزامن مع انتهاء التفويض الأممي لإدخالها من معبر باب الهوى"، مضيفاً أن التوقف غير مبرر لدخول المساعدات من معبري باب السلامة والراعي، على الرغم من استمرار الاستثناء المعمول به ضمن المعبرين حتى منتصف شهر أغسطس/ آب.

ولفت "منسقو استجابة سورية" إلى وجود تلاعب واضح من خطابات النظام السوري بدعم من روسيا، لإعطاء الموافقات لدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى لمدة ستة أشهر، موضحاً أنّ المعبر خارج عن سيطرة النّظام السوري ولا صلاحية له فيه. 

وأضاف الفريق في البيان: "نؤكد أن المنطقة تحتاج بشكل عاجل إلى تجديد الآلية الخاصة بإدخال المساعدات، بعيداً عن المناورات السياسية داخل مجلس الأمن الدولي، وذلك لتحقيق مكاسب خاصة بين الدول، ونشدد على ضرورة إخراج الملف الإنساني بشكل نهائي من مجلس الأمن، وخاصةً مع بدء النظام السوري استغلال حالة الفوضى داخل المجلس لتحقيق مكاسب سياسية، وخاصةً مع مطالبة النظام السوري بتفعيل عمل الهلال الأحمر السوري والذي يعتبر إحدى مؤسسات النظام السوري، وله تاريخ موثق في دعم الآلة العسكرية للنظام".

وأوضح أن المساعدات الإنسانية عبر الحدود كفيلة بمنع روسيا من التحكم بالملف الإنساني السوري، وتحويله إلى قضية سياسية يجري التفاوض عليها، كما تمنع آلية التفويض من تحكم النظام السوري بالمساعدات الإنسانية وطرق إيصالها إلى المنطقة. وآلية التفويض تمنع أيضاً من عمليات السرقات والنهب التي تقوم بها قوات النظام السوري وباقي مؤسساته والمنظمات العاملة معه (الهلال الأحمر السوري، منظمات محلية..).

وأكد البيان أن الآلية تستطيع منع النظام السوري من سحب أجزاء كبيرة من المساعدات لبيعها في السوق المحلية والاستفادة منها مادياً، إضافة إلى سحب جزء من تلك المساعدات لتمويل وإمداد قوات النظام السوري على محاور التماس. وهي تحد الآلية الخاصة بإدخال المساعدات عبر الحدود من حدوث انهيار اقتصادي في شمال غرب سورية، كما تساهم إلى حد كبير من انتشار المجاعة في المنطقة.

بدوره، شدد مدير الفريق محمد حلاج، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، على كون التعنت الروسي في منع دخول المساعدات ليس إلا لتحصيل نقاط سياسية، لافتاً إلى أن النظام السوري يدرك تماماً أنه سيجري تمديد القرار لسبب واحد. هو أن المقترح رقم 507 السويسري البرازيلي انتهى، كما أن المقترح رقم 508 الروسي انتهى. 

ويؤثر توقف المساعدات عبر الحدود على نحو مليوني نازح في شمال غرب سورية، أكثر من 90 بالمائة منهم يعيشون في فقر مدقع، بظل ظروف انعدام الدخل، وتراجع كميات المساعدات الإنسانية، وندرة فرص العمل. 

من جهته، أوضح دلامة العلي مدير فريق الاستجابة الطارئة لـ"العربي الجديد"، أنه في حال توقف المشاريع القائمة على المساعدات العابرة للحدود ستتدهور حالة الأهالي الذين يعيشون أساساً تحت خط الفقر، ويمكن أن يصلوا لمرحلة تحت خط الجوع، خاصة العوائل التي لا تملك معيلاً أو العوائل التي يقوم على خدمتها أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالمساعدات الإنسانية، رغم قلتها، كانت تقدم لهم خدمة مقبولة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، وقلة فرص العمل، وانخفاض مستوى الدخل". 

وتوقف المساعدات الإنسانية عبر الحدود هو تهديد مباشر بحرمان أكثر من 1.1 مليون شخص من الحصول على الخبز اليومي، في منطقة شمال غرب سورية، وفق فريق منسقو استجابة سورية. 

المساهمون