حذرت الأرصاد الجوية سكان المخيمات شمال غربيّ سورية من بدء منخفض جوي قاسٍ يستمر لعدة أيام ابتداءً من ليلة اليوم الأربعاء، حيث تعيش مجمل المخيمات العشوائية ظروفاً قاسية، وسط افتقاد لأدنى مستويات الحياة.
يقول محمد وقاع، من مخيم الكورنيش، الواقع على أطراف مدينة إدلب شمال غربيّ سورية، أن خيمته التي تمزقت خلال عاصفة هوائية العام الماضي، أعاد استخدامها هذا العام كسقف لخيمته الجديدة بعد أن بنى جدرانها من الحجارة والطين.
ويضيف لـ"العربي الجديد": "جميع فصول الشتاء التي مرت علينا كانت قاسية، لكن هذا الشتاء قد يكون الأصعب. سابقاً كان يصل إلينا بعض الدعم من تدفئة أو طعام، لكنه معدوم اليوم".
ويعاني شقيقه أحمد وقاع من وضع مشابه، فقد تمزقت خيمته، وأعاد بناءها. يقول لـ"العربي الجديد": "أنا أب لطفلين حرقت كل ما جمعت من قماش وبلاستيك لتدفئتهما، ولم يبق سوى الثياب التي أرتديها كي أحرقها، لا أطلب من العالم شيئاً أبداً سوى الدفء لأطفالي".
أما والدتهم بدلة الصالح، فتقول لـ"العربي الجديد": "تشردنا بعد تهجيرنا من حمص، بقي لدي هنا أحمد ومحمد، أما الباقي فهم موزعون بين تركيا والرقة والحسكة، ونعيش في ظروف قاهرة لا نملك شيئاً، حتى إن ثمن الأدوية التي احتاجها لا أستطيع تأمينها، أشعر بألم شديد عندما يخاف أحفادي من صوت العواصف أو يشعرون بالبرد أو يصيبهم المرض، حتى إن اصطحابهم للمشفى العام صعب للغاية، فلا يمكن لسيارة الوصول إلينا عندما تكون الطرق المؤدية إلينا موحلة".