مناشدات لإدخال المساعدات بعد موجة النزوح الأخيرة في إدلب السورية

12 أكتوبر 2023
سوري يتفقد منزله الذي دمره القصف في إدلب (إبراهيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -

يترقّب النازحون في إدلب شمال غربي سورية انقشاع غبار القصف، ليعرفوا أي طريق يسلكون، هل العودة إلى ديارهم، أو البحث عن مأوى آخر في المنطقة التي ضاقت بمن فيها بحثاً عن الأمان؟

ونزحت معظم هذه العوائل من نقاط ساخنة شهدت قصفاً مُوسّعاً من قبل النظام وحلفائه من المليشيات الإيرانية وروسيا، في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب ومنطقة أريحا غرباً، وصولاً إلى مدن تقع على خطوط التماس منها سرمين وحتى مدينة إدلب.

ورغم جهود بعض الفرق الإنسانية، إلا أنّ أوضاع النازحين صعبة، لأن التصعيد كان بوتيرة مرتفعة ضمن أيام قليلة وما زال مستمراً رغم الحديث عن هدنة في المنطقة. 

وكان فريق الاستجابة الطارئة من بين الفرق الإنسانية التي عملت على مد يد العون للنازحين، وفق ما بيّنه دلامة علي مدير الفريق لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّ العوائل النازحة هي من جسر الشغور وأريحا وسرمين والنيرب وإدلب المدينة؛ معظمهما نزحت إلى أقربائها، وجزء ذهب إلى المخيمات ومراكز الإيواء. 

وقال: "عملنا على تقديم المساعدات الغذائية للنازحين في مخيمات الإيواء، وعلى إخلاء الناس في أريحا وسرمين والنيرب والدانا، وإيصالهم إلى مراكز الإيواء، قدمنا الفرش والطعام وكان هناك نقص في دور الإيواء، كان العمل جيداً نوعاً ما، خلال الأيام الخمسة من فترة التصعيد، هناك بعض الأهالي الذين عادوا رغم أنّ الخطوط العسكرية حتى الوقت الحالي ساخنة. عاد البعض إلى منازلهم في الدانا وسرمدا ومعرة مصرين، لكن في أريحا يوجد تخوف، حيث تعرضت مدينة سرمين للقصف اليوم بعد عودة بعض الأهالي، وحالياً هناك نوع من الهدوء". 

من جهته، أفاد الناشط الإعلامي عدنان الطيب "العربي الجديد"، بأنّ الأهالي نزحوا من أكثر من 32 منطقة بحثاً عن الأمان وعن ملجأ آمن، مضيفاً: "حتى الوقت الحالي تعد استجابة المنظمات ضعيفة، والعوائل في الملاجئ ومراكز الإيواء، ونحن مقبلون على فصل الشتاء، الوضع مأساوي للغاية نتمنى الاستجابة بشكل أكبر. هذه العوائل بحاجة لسلال طوارئ وغذاء في الوقت الحالي، الكثير منها لا يثق بالهدنة خاصة أن القصف تجدد يوم أمس على مدينة سرمين ومناطق أخرى مثل أريحا". 

وليس أمام النازحين في المنطقة من حلول سوى ترقب الاستقرار ولو نسبياً، للعودة من جديد إلى نمط الحياة الذي يعيشونه، ومنهم الخمسيني صفوان البر الذي يعتمد على البسطة في كسب لقمة العيش ويبيع الخضار والفواكه عليها، وهو يعيش تجربة جديدة من النزوح كونه مهجراً في الأصل من مدينة حمص، وسط سورية.

وقال لـ"العربي الجديد": "نحن نازحون وفقراء، نعمل لنأكل، فالوضع المعيشي صعب والغلاء كبير والخروج للعمل أساسي في استمرارنا"، مضيفاً: "أرجو من الله أن يخلصنا من الأسد وظلمه وإجرامه، فهو لم يكتف بتهجيرنا من مدننا وإنما تبعنا بصواريخه وحممه وقنابله وأسلحته اللعينة إلى مكان نزوحنا".

وبالمقارنة مع عدد الشاحنات الإغاثية التي دخلت في الفترة ما بين 19 سبتمبر/ أيلول و10 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي وهذا العام، فإنّ عدد الشاحنات الإغاثية التي دخلت المنطقة هذا العام بلغ 109 شاحنات فقط، مقابل 840 شاحنة في الفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك وفق ما رصد فريق منسقو استجابة سورية، في تقرير صدر عنه أمس الأربعاء.

وحتى الوقت الحالي، لم تشهد منطقة شمال غربي سورية أي تحرك فعلي من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة والوكالات الدولية في إطار الاستجابة للنازحين، وفق بيان الفريق، الذي ناشد الجهات الإنسانية تقديم الدعم الإنساني للنازحين في المنطقة. 

المساهمون