الملايين يتوجهون إلى قراهم بمناسبة رأس السنة الصينية وسط مخاوف من كورونا

19 يناير 2023
الاكتظاظ في محطات القطارات يثير المخاوف من موجة كوفيد-19 كبرى (Getty)
+ الخط -

توجّه عشرات ملايين الأشخاص في الصين، اليوم الخميس، إلى قراهم قبل بدء الاحتفالات بالسنة القمرية الجديدة، على الرغم من تعيير الرئيس شي جين بينغ عن "قلقه" من قدرة الأرياف على مواجهة انتشار كوفيد-19.

وتوقّعت هيئات قطاع النقل في الصين تسجيل أكثر من مليارَي رحلة بين يناير/كانون الثاني الجاري وفبراير/شباط المقبل، في أحد أكبر التحرّكات الجماعية بالعالم. لكنّ خروج الأشخاص من مدن كبيرة تواجه تفشياً واسعاً لفيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) قد يتسبّب بطفرة إصابات بكوفيد-19 بالأرياف التي تعاني من نقص في التجهيزات.

وحتى يوم أمس الأربعاء، كان 480 مليون شخص قد تنقّلوا في داخل الصين، منذ السابع من يناير الجاري، بحسب ما أفاد مسؤولون. وهي زيادة كبيرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقد اكتظّت محطات القطارات المركزية في بكين وشنغهاي بالمسافرين، اليوم الخميس، وقال كثيرون منهم لوكالة فرانس برس إنّهم سعداء بالعودة إلى قراهم التي لم يتمكّن بعضهم من زيارتها على مدى سنوات.

تشين يعمل في مدينة شنغهاي، وهو عائد إلى دياره في مدينة وينتشو جنوب شرقي البلاد. يقول لوكالة فرانس برس: "لم أعد أكترث (...) في العام الماضي كنت شديد التريّث، وهذا العام أشعر بشجاعة أكبر".

أمّا رين وهو مدير أعمال عدد من المؤثّرين على شبكات التواصل الاجتماعي، فأفاد: "لم أعد إلى مسقط رأسي منذ ثلاثة أعوام. وبسبب كورونا لم يكن راتبي مرتفعاً، وأحياناً لم أكن أتمكّن من التوجّه إلى العمل". أضاف رين: "أريد أن أكون مع عائلتي. لا يهمّ إذا كنت أملك المال أم لا، أريد أن أراهم (أفراد العائلة)". وتابع أنّ أوّل أمر سوف أقوم حين وصولي إلى المنزل هو بالتأكيد معانقة أمي وأبي".

لكنّ آخرين بدوا أكثر قلقاً في ما يتعلق بانتشار الوباء. فكانت شابتان في العشرينيات من العمر ترتديان بزّات حماية. وقالت إحداهما: "نحن قلقتان بعض الشيء من تفشّي الوباء أكثر في خلال ذروة السفر في خلال الاحتفالات بالسنة الصينية الجديدة".

"المشاعر السلبية"

وقد عبّر شي جين بينغ بدوره عن مخاوفه من تأثير تفشّي كورونا على الأرياف في خلال فترة الأعياد. وأمس الأربعاء، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن شي قوله: "أنا قلق بصورة أساسية بشأن المناطق الريفية وسكان الريف، بعدما عدّلت البلاد إجراءات الاستجابة لكوفيد-19"، وقد أضاف أنّه شدّد على "بذل الجهود لتحسين الرعاية الطبية للفئات الضعيفة المعرّضة للإصابة بالمرض في المناطق الريفية".

ولفت شي، بحسب "شينخوا"، إلى أنّ "الوقاية من الوباء ومكافحته دخلتا مرحلة جديدة، ونحن ما زلنا في فترة تتطلب جهوداً كبيرة"، مشدّداً على ضرورة "معالجة النواقص في الوقاية من الأوبئة في المناطق الريفية".

وبعد شهر مرهق ارتفع فيه عدد الإصابات بكوفيد-19 في كلّ أنحاء الصين، أعلنت حكومة بكين أنّها سوف تكثّف جهودها لتهدئة "المشاعر السلبية" التي تظهر على شبكة الإنترنت بشأن تفشّي الوباء. وقد أطلقت الهيئة الناظمة للفضاء الرقمي في الصين حملة، أمس الأربعاء، لإلغاء "الروايات الملفّقة حول تجارب مرضى" والتي تنتشر على الإنترنت ولـ"تصحيح الشائعات المتعلقة بالوباء على الإنترنت". وأشارت الهيئة إلى أنّ هدف الحملة هو التخلّص من العناصر التي "تضلّل الجمهور وتسبّب الذعر الاجتماعي".

"أكثر من 600 ألف وفاة"

وبحسب تقديرات شركة تحليل المخاطر الصحية "إيرفينيتي"، من المتوقّع أن يبلغ عدد الوفيات اليومية بكوفيد-19 في الصين ذروته عند نحو 36 ألف وفاة في عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.

وقبل تخفيف التدابير الصحية الخاصة بمكافحة تفشّي الوباء، عطّلت استراتيجية "صفر كوفيد" الاقتصاد الصيني ودفعت المئات إلى الاحتجاج في الشوارع. ودافع شي عن هذه السياسة، أمس الأربعاء، مشدّداً على أنّ هذه الاستراتيجية كانت "الخيار الصحيح" وسمحت للبلاد بمكافحة "جولات عدّة من تفشّي متحوّرات الفيروس".

ويوم السبت الماضي، أعلنت الصين أنّها سجّلت على أقلّ تقدير 60 ألف وفاة مرتبطة بكوفيد-19، منذ رفعها القيود الصحية قبل نحو شهر. وكانت منظمة الصحة العالمية قد انتقدت قبل ذلك تعريف الصين الجديد "الضيق جداً" للوفيات الناجمة عن كوفيد-19، علماً أنّ المنظمة لطالما شكّكت في دقّة ما توفّره بكين من بيانات حول الوباء.

وفي السياق نفسه، قدّرت "إيرفينيتي" أن يكون أكثر من 600 ألف شخص قد قضوا بكوفيد-19 في الصين، منذ تخلّي بكين عن "صفر كوفيد". ولفتت الشركة إلى أنّ نموذج تقديراتها يستند إلى بيانات من المقاطعات الصينية قبل تعديل منهجية الإبلاغ عن إصابات، إلى جانب معدّلات زيادة الإصابات في دول أخرى بعدما رفعت التدابير الخاصة بمكافحة كوفيد-19.

(فرانس برس)

المساهمون