مقتل قاصر وشقيقتها في السويداء السورية والمتهم والدهما

11 يناير 2022
جرى إسعاف الضحيتين من منزل والدهما في قرية صميد (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

قُتلت طفلة قاصر مع شقيقتها، مساء الاثنين، جرّاء تعرّضهما لإطلاق نار مباشر في منزل والدهما بقرية صميد في ريف محافظة السويداء الغربي، جنوبي سورية، فيما اتهم أهالي القرية وناشطون والدهما المتواري عن الأنظار بارتكاب الجريمة التي هزّت المنطقة.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنّ شقيقتين، بعمر 18 و16 عاماً، قتلتا مساء أمس، جرّاء إطلاق نار في منزل والدهما بقرية صميد في ريف السويداء الغربي، مضيفة أنه جرى في البداية إسعاف إحدى الشقيقتين من قبل الأقرباء والجيران إلى المستشفى وكانت مصابة بعدّة طلقات، حيث توفيت فور وصولها، بينما توفيت شقيقتها لاحقاً جراء إصابتها بطلق ناري بالرأس.
وقال مصدر طبي من "المشفى الوطني" في السويداء لـ"العربي الجديد" إنّ الفتاة مريام وصلت إلى المستشفى متوفاة جراء الإصابة بعدة طلقات، ولحقتها أختها وئام، التي كانت مصابة بطلق في الرأس ولم يتمكن الأطباء من إنقاذها، إذ توفّيت بعد وصولها بوقت وجيز إلى المستشفى.

وبحسب المصدر، لا توجد معلومات واضحة عن كيفية إصابة الفتاة وشقيقتها، ولكن وفق المعاينات الأولية يتّضح أنّ إطلاق النار كان من مسافة قريبة، وأضاف أنّ هناك تكتّماً من قبل المسعفين على الحادثة، كونهم من أقارب الضحيتين.
وذكر المصدر أنّ الضحيتين هما "وئام يامن مسعود ومريام يامن مسعود"، وبحسب المسعفين فقد جرى إسعاف الضحيتين من منزل والدهما في قرية صميد، مشيراً إلى أنّ الشرطة تجري تحقيقاً في الجريمة.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

وبحسب مصادر من قرية صميد لـ"العربي الجديد"، فقد سمع جيران الضحيتين، عصر الإثنين، صوت إطلاق نار كثيف من سلاح رشاش، وعندما هرعوا إلى المنزل وجدوا الضحيتين مصابتين بطلقات نارية إضافة إلى وجود طلقات في جدران الغرفة، ولم يكن الوالد في المنزل.

وبحسب ما نقلته المصادر، فإنّ المتهم الأول بالجريمة هو والد الضحيتين، ولكن لا يوجد أي معلومة دقيقة عن أسباب الجريمة، فيما يتحدث بعض أقارب المتهم عن أنه خطأ ناجم عن عملية تنظيف السلاح، مشيرة إلى أنّ السلاح المستخدم في الجريمة هو سلاح كلاشنكوف،؛ رشاش روسي.
وذكرت المصادر أنّ الشرطة باشرت بالتحقيقات ولم تؤكد أنّ السلاح المستخدم كان سلاح كلاشنكوف رشاشاً، بينما بعض الأهالي يقولون إنّ السلاح المستخدم هو "مسدس حربي"، وإنّ ما ينفي أنّ عملية القتل كانت عن طريق الخطأ هو إصابة إحدى الأختين بعدة طلقات، وهذا لا يمكن أن يحدث عن طريق الخطأ.

وذكرت المصادر أنّ وئام، والتي تبلغ من العمر 18 عاماً، متزوجة وهي أم لطفل وطفلة، كما أنّ شقيقتها مريام متزوجة وهي أم لطفل، وهما متزوجتان خارج القرية وكانا في زيارة إلى والدهما يوم وقوع الجريمة، ونشرت صفحة موقع "السويداء 24" صورة قالت إنها لـ"الضحية مريام مع طفلها".
وذكرت المصادر أنّ جيران الضحية لم يشهدوا على خلافات سابقة بين الضحيتين ووالدهما، وذكرت أنّ السلاح منتشر بين السكّان وإن لم يكن الوالد منتسباً لمليشيات النظام أو المجموعات المحلية المسلّحة. لكنها أشارت إلى كون الضحيتين متزوجتين وهما قاصرتان، وذلك يضع احتمالية إرغامهما على الزواج من قبل الوالد جرّاء الفقر.

وطالبت المصادر المحامين في السويداء بعدم السكوت عن هذه الجريمة واعتبارها "جريمة عنف منزلي"، يجب أن يُحاسب عليها الجاني، ويجب عدم السكوت عنها بداعي كونها "جريمة شرف" أو "خطأ". ويُذكر أنّ حوادث القتل بدافع "الدفاع عن الشرف" منتشرة في مناطق سيطرة النظام، إضافة لانتشار الجرائم الناجمة عن تعاطي المخدرات.

وكان النظام قد أجرى تعديلاً على قانون العقوبات السوري في عام 2020، إذ عدّ "جريمة الشرف" جريمة عادية كغيرها من الجرائم، وألغى العذر والتخفيف عنها، وكانت قبل ذلك عقوبة جريمة الشرف هي السجن لعامين فقط.

المساهمون