استغلت أسماء الأخرس (زوجة رأس النظام السوري بشار الأسد) معاناة الطفلة شام الشيخ محمد، التي أنقذها الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) من تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري فجر السادس من الشهر الفائت، من أجل تلميع صورة النظام الذي اعتقل وقتل عشرات آلاف الأطفال السوريين.
وأجرت الأخرس، السبت، مكالمة مع الطفلة في الإمارات حيث تتلقى العلاج إثر إصابتها في الزلزال الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي خلال الشهر الفائت. وتؤكد المكالمة "الاستعراضية" إن النظام الذي اعتقل وقتل وهجر عشرات آلاف من الأطفال السوريين اعتبر معاناة شام فرصة لتلميع صورته إلا أن المعطيات والأرقام تشير بشكل لا لبس فيه إلى أن الطفولة لم تكن يوماً على سلّم أولويات هذا النظام، فعدد الأطفال السوريين الذين قتلهم النظام واعتقلهم وشردهم بعشرات الآلاف.
ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قتل 29894 طفلاً سورياً منذ عام 2011 وحتى سبتمبر/ أيلول من العام الفائت، من بينهم 22953 طفلاً قتلهم النظام، حسب تقرير صدر عن الشبكة العام الفائت. على صعيد الاعتقال/ الاحتجاز والاختفاء القسري والتعذيب قال التقرير إنَّ ما لا يقل عن 5162 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بينهم 3684 على يد قوات النظام السوري.
كذلك أورد التقرير أرقاماً تؤكد الصورة القاتمة للطفولة في سورية منذ أن شن النظام حربه على السوريين في عام 2011 لوأد ثورتهم، إذ بيّن أنه "غالباً ما يتعرض الأطفال للتعذيب منذ اللحظة الأولى للاعتقال، وقد يُفضي التعذيب إلى موت الطفل المعتقل وقد لا يُفضي".
وسجل التقرير مقتل 182 طفلاً بسبب التعذيب في سورية منذ مارس/ آذار 2011، بينهم 175 قضوا في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري. وطبقاً للتقرير فقد تسبَّبت عمليات القصف المستمرة لقوات النظام السوري منذ مارس/آذار 2011 في تدمير كلي أو جزئي لما لا يقل عن 1199 مدرسة و30 من رياض الأطفال، مما أدى إلى خروج غالبيتها عن الخدمة.
وبعد المكالمة التي أجرتها الأخرس مع الطفلة المصابة شام الشيخ محمد للظهور بمظهر الحريصة على الأطفال، ذكّر ناشطو وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي بقصة الطبيبة بطلة سورية والعرب في لعبة الشطرنج رانيا العباسي التي اعتقلها النظام في عام 2013 مع زوجها وأطفالها الستة الذين تراوحت أعمارهم حينها بين عام واحد و14 سنة.
ويضع مدير الشبكة فضل عبد الغني في حديث مع "العربي الجديد" تصرف أسماء الأخرس في سياق "التضليل" الذي يمارسه النظام السوري، مضيفاً: "تنتقي الأخرس حالة اهتم بها الإعلام لتغطّي على كم هائل من الجرائم بحق الأطفال السوريين قامت به الأجهزة القمعية لهذا النظام منذ عام 2011 وما تزال مستمرة.
وتابع: "الأطفال في سورية يعانون اليوم لأن النظام مارس أبشع أنواع الانتهاكات بحقهم. إذ شرد ملايين الأطفال السوريين في كل أصقاع الأرض". مشيراً إلى أن "البنية الصحية الهشة الموجودة اليوم في سورية والتي تعود بالضرر على الأطفال يتحمل النظام وحده مسؤولية تهشيمها، فهو اعتقل أو قتل وشرد الطواقم الطبية في سورية".
وأضاف: "أسماء الأخرس شريك رئيسي في معاناة السوريين بشكل عام والأطفال بشكل خاص مسؤوليتها لا تقل عن مسؤولية زوجها بشار الأسد، فهي رئيسة (الأمانة السورية للتنمية)، وهذه متورطة بأبشع أنواع الانتهاكات بحق السوريين، ونهب وسرقة ملايين الدولارات من أموال الشعب السوري والمساعدات المقدمة له من المجتمع الدولي". موضحاً أن "هذه المؤسسة غير خاضعة لأي محاسبة، ولا تنشر تقارير مالية".