تستمر معاناة أهالي مدينة تاورغاء الليبية الذين هُجِّروا من بيوتهم، منذ فبراير/شباط 2011، على خلفية موقفهم الموالي للنظام الليبي السابق، لتنطلق فصول مأساة اجتماعية وإنسانية قاسية لم تجد بعد طريقها للحلّ.
وعلى الرغم من مرور أربع سنوات على بدء عودة النازحين التدريجية من المخيمات إلى مدينتهم المدمرة، إلا أنهم يفتقرون إلى السكن اللائق، وغياب الخدمات في تاورغاء الليبية التي تحولت إلى "مدينة أشباح" نتيجة الأعمال التخريبية التي طاولت منازل السكان والمنشآت، واضطرار نحو 40 ألف شخص إلى النزوح عن مدينتهم الواقعة على بعد 38 كيلومتراً جنوب مدينة مصراتة، وتوزيعهم على عدة مخيمات في البلاد.
ومع تدهور الوضع الاقتصادي في ليبيا، يعاني أهالي تاورغاء من صعوبة تأمين لقمة عيشهم.
وتروي السالكة عبد الله لـ"العربي الجديد" أنها تعيش بلا ماء ولا كهرباء، أو حتى مسكن صالح للعيش الآدمي، ما اضطرها إلى العودة إلى صناعة المنسوجات السعفية من ورق النخيل لتأمين بعض احتياجاتها، وهي مهنة أغلب النساء في المدينة.
من جهته، يعبّر الطفل معز التاورغي، لـ"العربي الجديد"، عن أمانيه البسيطة، بتوافر منزل يؤويه وإخوته، ووجود مياه صالحة للشرب بدل الملوثة أو المالحة، وأيضاً دورات مياه نظيفة.
أما غزالة محمد، فقد تحدثت عن مكابدتها وزوجها أعباء أمراض مختلفة حتى قبل قدومها لمخيمات تاورغاء، بالإضافة إلى توقف مرتباتهم كل فترة، و"كل هذه الأمور ساهمت في إثقال كاهل اللاجئين من أبناء تاورغاء".
وكان المجلس البلدي لمدينة تاورغاء قد قدّر عدد النازحين الذين ما زالوا يعيشون في مخيّمات النزوح بعشرة آلاف يتوزّعون على ثمانية مخيّمات في المناطق الواقعة شرقيّ البلاد.