استمع إلى الملخص
- وصف تقرير مجلس الأمن "البيدجا" بأنه من أخطر قيادات عصابات تهريب المهاجرين ومتورط في انتهاك حقوق الإنسان، وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية ضمن قوائم العقوبات.
- ألقت حكومة الوفاق الوطني القبض عليه في 2020 وأطلقت سراحه في 2021، وتم ترقيته لاحقاً إلى رتبة عقيد وتعيينه آمراً للأكاديمية البحرية الحربية.
قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، مساء أمس الأحد، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة في ليبيا. وتناقلت منصات إعلامية ليبية صور ميلاد قتيلاً داخل سيارته بعدما أطلق عليه مسلحون مجهولون الرصاص إثر خروجه من مقر الأكاديمية البحرية في جنزور، غرب طرابلس، بالتزامن مع مشاهد مرئية أخرى تظهر تجمع العشرات من السيارات المسلحة بمدينة الزاوية وهي تقفل طرقات المدينة الرئيسية احتجاجاً على مقتل ميلاد.
وفيما نعاه رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، طالب مكتب النائب العام والجهات المختصة بالكشف عن المتورطين في اغتياله وتقديمهم إلى العدالة. وقال المشري في تدوينة على حسابه في فيسبوك: "بكل الأسى والحزن، تلقينا نبأ اغتيال آمر معسكر الأكاديمية البحرية الحربية الرائد عبد الرحمن ميلاد الذي تشهد له مدينة الزاوية بسعيه للصلح بين أبنائها عند نشوب أي خلاف، وجهوده التي بذلها في استئناف العمل بالأكاديمية البحرية وتخريج أول دفعة منها بعد توقف 14 عاماً".
وعبد الرحمن ميلاد، المعروف في أوساط التشكيلات المسلحة في غرب البلاد بـ"البيدجا"، هو من أكثر الشخصيات الجدلية بمدينة الزاوية، فرغم توليه العديد من المهام في قيادة مؤسسات أمنية كفرع خفر السواحل الليبي بمدينة الزاوية وغيرها من المهام القيادية بمؤسسات أخرى، اعتبرته تقارير خبراء الأمم المتحدة من أبرز قيادات شبكات تهريب المهاجرين.
ووصف تقرير صادر عن مجلس الأمن حول الشأن الليبي، في منتصف 2018، "البيدجا" بأنه من أخطر قيادات عصابات تهريب المهاجرين ومتورط في انتهاك حقوق الإنسان، ولا سيما تعذيب المهاجرين، وأضافت لجنة العقوبات التابعة للمجلس "البيدجا" لقوائم المعاقبين الدوليين، كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في العام نفسه وضع "البيدجا" ضمن قوائم عقوباتها المفروضة على عدد من الشخصيات الليبية بسبب أعمالهم المهددة للسلم والاستقرار في ليبيا.
والقت حكومة الوفاق الوطني السابقة القبض على "البيدجا" في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بناءً على أمر ضبط وإحضار من جانب مكتب النائب العام للتحقيق معه في ملف تهريب المهاجرين والوقود فضلاً عن صدور نشرة خاصة من شرطة الإنتربول الدولية بناءً على طلب لجنة العقوبات بمجلس الأمن، وسط ترحيب أممي ودولي. ولكنها عادت وأطلقت سراحه في إبريل/نيسان 2021 على خلفية التوتر الأمني الكبير بين مليشيات الزاوية الموالية لــ"البيدجا" وقوات وزارة الداخلية بطرابلس، وصدر قرار في الأشهر التالية بترقيته إلى رتبة عقيد وتعيينه آمراً للأكاديمية البحرية الحربية، غرب طرابلس.