طالبت مؤسسات عاملة في دعم ورعاية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك ذووهم، اليوم الثلاثاء، المؤسسات الحقوقية العاملة في فلسطين، بالضغط على الاحتلال لتسليم جثامين الشهداء الأسرى المحتجزين لدى سلطات الاحتلال وعددهم ثمانية، لا سيما الشهيد الأسير داوود الخطيب، الذي استشهد في سبتمبر/ أيلول الماضي، في سجون الاحتلال، رغم انقضاء مدة محكوميته في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ونظّمت المؤسسات الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، وقفة أمام مقرّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية المحتلة، بمشاركة العشرات من أهالي الأسرى والنشطاء الفلسطينيين، رافعين الشعارات التي تطالب بتسليم الجثامين لذويها، وأخرى تطالب بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، خصوصاً المرضى والأطفال والنساء والإداريين (بلا محاكمة)، ومُحرّري صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار"، المُعاد اعتقالهم قبل أكثر من 6 سنوات.
وقال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد": "الأسير الشهيد الخطيب لو قُدر له أن يبقى على قيد الحياة ربما لكان يشارك معنا في هذا الاعتصام. قتلوه من خلال سياسة الإهمال الطبي ومن ثم اختطفوا جثمانه وجعلوا منه رهينة، مثل ثمانية أسرى آخرين شهداء، استشهدوا داخل السجن، وهناك المئات ممن قتلهم الاحتلال واختُطفت جثامينهم وأبقاهم في الثلاجات أو مقابر الأرقام منذ انتفاضة السكاكين في العام 2015".
وكشف فارس، عن خطوات قانونية بدأت في ملف الخطيب في محاكم الاحتلال، وصولاً إلى محكمة الاحتلال العليا، علماً بأنّ مدة محكومية الخطيب انتهت في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وبالتالي ما حصل معه سيساعد في التعامل مع حالات أخرى، برأي فارس.
في المقابل، لم يعوّل رئيس نادي الأسير الفلسطيني على محاكم الاحتلال، وقال: "ليست لدينا أوهام بعدالة هذه المؤسسات التي سخّرت نفسها لخدمة أجندة المخابرات الإسرائيلية".
وأضاف فارس: "هذا سلوك وحشي يليق فقط بالعصابات، الاحتلال أفصح بوقاحة سابقاً عن هدفه من احتجاز الجثامين، ألا وهو لاستخدامها في المفاوضات لإطلاق سراح جنودهم لدى المقاومة في قطاع غزة. لا يوجد دولة في العالم تتصرف بهذه الوحشية، لكنّ أربعة وزراء إسرائيليين للجيش متعاقبين يتبارون، وقّعوا جميعهم على القرار نفسه، في إطار استعراضي، ليجعلوا المجتمع الإسرائيلي يشعر بأنّ في جعبتهم أدوات ووسائل ضغط على المقاومة".
ويواصل الاحتلال، احتجاز جثمان الشهيد الأسير، داوود طلعت الخطيب، من بيت لحم، الذي استشهد في سجن "عوفر"، في الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي، ووصف نادي الأسير في بيان له، ما حصل بعملية قتل بطيء عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وانتهت بإصابته بنوبة قلبية. وكان من المُفترض أن يُفرج عن الأسير الخطيب، الشهر الجاري، بعد قضاء محكوميته البالغة 18 عاماً و18 شهراً.
وواجه الخطيب بحسب نادي الأسير، على مدار سنوات اعتقاله، ظروفاً اعتقالية وصحية قاسية، وهو من مواليد عام 1975، اعتُقل عام 2002، على خلفية مقاومته للاحتلال، وخلال سنوات اعتقاله فقدَ والديه وشقيقه.
يُذكر أنّ الإحتلال يواصل احتجاز، جثامين سبعة أسرى شهداء آخرين بالإضافة إلى جثمان الخطيب، وهم: أنيس دولة، وعزيز عويسات، ونصار طقاطقة، وفارس بارود، وبسام السايح، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر، علماً بأنّ عدد شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية منذ عام 1967 بلغ 226 شهيداً.