قضى طفلان غرقاً، الجمعة، في نهر العاصي على الحدود السورية - التركية مقابل محافظة إدلب، أثناء محاولتهما العبور إلى الأراضي التركية، فيما قتل طفل ثالث وأصيب ثلاثة آخرون بجراح نتيجة انفجار لغم من مخلفات الحرب في محافظة دير الزور شرقي سورية.
وقال الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، إنّ فرق الإنقاذ انتشلت جثة طفل من نهر العاصي في المنطقة الواقعة قرب قرية حير جاموس، التابعة لمدينة سلقين على الحدود السورية - التركية، فيما ما زالت تبحث عن جثة طفل آخر قضى أيضاً أثناء محاولته اجتياز النهر باتجاه الأراضي التركية.
وأضاف أنّ الطفلين غرقا نتيجة محاولتها الاختباء من حرس الحدود التركي بمياه النهر، وعثر مدنيون على جثة الطفل الأول عند اقترابهم من النهر، الذي يفصل بين أراضي سورية وتركيا مقابل مدن حارم وسلقين ودركوش.
وخلال السنوات العشر الماضية قضى مئات المدنيين أثناء محاولتهم عبور النهر نحو الأراضي التركية بطرق غير شرعية، وبنيران قوات حرس الحدود التركية.
ووثّق "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل 495 مدنياً على الحدود السورية - التركية، من بينهم 92 طفلاً دون 18، و45 أنثى فوق سن الـ18، وتعددت أسباب الوفاة ما بين إطلاق النار أو الغرق والقتل على أيدي مهربي البشر.
وفي سياق منفصل، قتل طفل وأصيب ثلاثة آخرون بجراح، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية مراط الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، بحسب موقع "فرات بوست" المحلي.
وتشهد مناطق التماس بأرياف حلب والرقة والحسكة مواجهات متكررة بين فصائل "الجيش الوطني" المعارض و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين.
وبحسب مرصد الألغام الأرضية، الذي بدأ عام 1999، سجّلت سورية للمرة الأولى أكبر عدد لضحايا الألغام، متقدّمة بذلك على أفغانستان، وبلغ عدد الضحايا الموثّقين لدى المرصد 2729 قتيلاً ومصاباً. وسورية من بين البلدان غير الموقّعة على معاهدة حظر الألغام.
ووثّق المرصد استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية، التي تشارك في العمليات العسكرية في سورية، مرجحاً استخدام جماعات مسلّحة غير حكومية، للألغام الأرضية.