مسيحيو فلسطين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد رغم الألم

24 ديسمبر 2022
مظاهر الاحتفال في بيت لحم اليوم (Getty)
+ الخط -

يحتفل مسيحيو فلسطين الذين يتبعون التقويم الغربي بعيد الميلاد المجيد، الذي يصادف يوم غد الأحد، حيث من المفترض أن يقام قداس منتصف الليلة، إيذاناً ببدء الاحتفالات بالعيد، رغم الألم والحزن على الشهداء وما تشهده الأراضي الفلسطينية من تصعيد إسرائيلي.

وتزيّنت مدينة بيت لحم؛ مهد السيد المسيح عليه السلام، بالإنارات والزينة وبشجرة عيد الميلاد. وشهد اليوم السبت احتفالات في ساحة المهد بدخول الفرق الكشفية المختلفة واستقبال موكب البطريرك بيير باتيستا بيتسابالا بشكل رسمي عند الظهيرة، فيما ازدحمت ساحة المهد بالسياح والزوار والأهالي المحتفلين بعيد الميلاد المجيد.

وكان الموكب البطريركي قد انطلق من دار البطريركية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وصولاً إلى بيت لحم، حيث استقبل البطريرك هناك.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لدى مشاركته، مساء اليوم السبت، في مأدبة العشاء الميلادي، في بيت لحم، "لن نقبل بمواصلة ممارسات الاحتلال باستهداف الوجود المسيحي في فلسطين، الذي هو جزء لا يتجزأ من نسيج شعبنا، الذي سنواصل المحافظة عليه".

وأضاف عباس "نستقبل عاماً جديداً، ونحن أكثر صموداً وأكثر إصراراً على البقاء في أرضنا، والتخلص من الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس"، مؤكداً "أنه رغم كل ما نتعرض له من ظلم وعدوان، فإن رسالتنا للعالم تبقى رسالة أمل ومحبة وسلام".

وقال عباس: "نحتفل اليوم، ونحن نواجه المحتلين، بوحدتنا وتمسكنا بثوابتنا الوطنية، وصمودنا على أرضنا".

وأكد عباس أن هذا العام يمضي، وترتقي معه ثلة من الشهداء، مشيراً إلى استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة التي اغتالها جيش الاحتلال الإسرائيلي بلا رقيب ولا حسيب، وكذلك الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، بعد أن قضى أكثر من ثلاثين عاماً في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وتعرض للقتل البطيء من خلال الإهمال الطبي المتعمد من سلطات الاحتلال.

وتابع عباس: "يمضي هذا العام ويرتقي معه 224 شهيداً، منهم عشرات الأطفال، يمضي هذا العام ولا يزال يقبع في مقابر الأرقام وفي ثلاجات الاحتلال 374 من شهدائنا الذين تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم، ومنهم الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، يمضي هذا العام بعد أن جاءت حكومة إسرائيلية شعارها التطرف والتمييز العنصري (الأبرتهايد)".

وأشار عباس إلى أن هذا العام يمضي وقد عُقدت فيه قمة عربية ناجحة في الجزائر، وكذلك قمة عربية صينية تاريخية وناجحة في الرياض، ودورة جديدة من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا تزال قراراتها التي تزيد عن الألف بشأن فلسطين تنتظر التنفيذ.

وتابع "يمضي هذا العام وقد نجحت فيه دولة قطر الشقيقة في تنظيم أفضل مونديال حتى الآن، هذا المونديال الذي كان بحق مونديال فلسطين، التي حضرت بقوة رغم أنها لم تشارك، يمضي هذا العام، وقد نجحت فيه الرواية الفلسطينية في الحضور بقوة في إظهار الحق الفلسطيني في مختلف الميادين في مواجهة الرواية الصهيونية الزائفة".

وقال عباس "يمضي هذا العام وقد زار الرئيس الأميركي بايدن البلاد، وقدم وعوداً للأسف لم يتحقق منها شيء، في ظل ما نشهده من ازدواجية للمعايير تحرم شعبنا من حقوقه المشروعة ونيل حريته واستقلاله".

من جانب آخر، قال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانينا، في تصريح له، "إن بيت لحم أطلقت رسالتها لكل العالم بأن روح الميلاد تجمعنا وتوحدنا رغم كل الصعاب التي تعيشها مهد السيد المسيح، فالمدينة يحاصرها جدار الفصل العنصري الذي يفصلها عن مدينة القدس، ويقيد حركة المواطنين فيها".

وأكد حنانيا أن "الشعب الفلسطيني يرنو إلى الحياة بحرية وكرامة في ظل دولة فلسطينية مستقلة وآمنة"، موجهاً الدعوة "لكل أحرار العالم لضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يعاني الظلم والقهر من الاحتلال الذي يقتل الفلسطينيين بدم بارد".

المساهمون