مصرع 4 مهاجرين غرقاً في محاولة عبور بحر المانش

12 يوليو 2024
تأهّب في شمال فرنسا بعد غرق مهاجرين في بحر المانش، 12 يوليو 2024 (برنار بارون/ فرانس برس)
+ الخط -

في واحدة من حوادث الغرق التي يقع ضحيتها مهاجرون غير نظاميين، قضى أخيراً أربعة أشخاص في بحر المانش قبالة الساحل الشمالي لفرنسا، في أثناء محاولتهم العبور إلى بريطانيا على متن قارب مطاطي صغير، بحسب ما أفادت الشرطة البحرية الفرنسية اليوم الجمعة. وأوضحت الشرطة البحرية أنّ نحو ستين شخصاً انطلقوا من الساحل الفرنسي بالقرب من بولوني-سور-مير قرابة الساعة الثانية من بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، لكنّ قاربهم المطاطي واجه صعوبات بعدما فرغ أحد أنابيبه من الهواء.

أضافت الشرطة البحرية لوكالة فرانس برس أنّ زورق دورية تابعاً لها توجّه إلى المكان، قرابة الساعة الرابعة والنصف فجراً، بعد تلقّيه بلاغاً يفيد بغرق قارب، في أثناء محاولته عبور بحر المانش في رحلة هجرة غير نظامية. وكان المركز الإقليمي للمراقبة العملانية والإنقاذ قد أرسل زورق دورية تابعاً للبحرية الفرنسية ومروحية للمساعدة في عملية الإنقاذ. وفي أثناء تحليقها، رصدت المروحية أربع جثث انتشلها زورق الدورية.

في إطار هذه العملية، أُنقذ 56 مهاجراً، كان عدد منهم قد سقط في مياه بحر المانش في حين أنّ آخرين ظلّوا متعلّقين بالجزء الذي كان لا يزال منتفخاً من القارب المطاطي. ومن بين المهاجرين غير النظاميين الناجين من الغرق، أُدخل تسعة إلى المستشفى.

وقد صرّح مسؤول الشرطة في منطقة با-دو-كاليه جاك بيلان أمام الصحافة بأنّ أربعة رجال لقوا حتفهم، مضيفاً أنّهم قد يكونون من الجنسية الصومالية أو الإريترية أو الإثيوبية. وأشار إلى أنّ "مهاجراً واحداً فقط كان يرتدي سترة نجاة". وتابع بيلان أنّ مهاجرين غير نظاميين آخرين أُنقذوا، بعدما كانوا على متن قارب ثانٍ انطلق من با-دو-كاليه اليوم الجمعة، محمّلاً بأربعين شخصاً. يُذكر أنّ مكتب مكافحة تهريب المهاجرين في فرنسا كُلّف بإجراء تحقيق في هذه الحادثة.

ومع تسجيل الوفيات الأربع، ارتفع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم هذا العام، في محاولات العبور من فرنسا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة تكون في الغالب محمّلة بأكثر من طاقتها، إلى 20 مهاجراً غير نظامي. وكان خمسة مهاجرين قد قضوا في 23 إبريل/ نيسان الماضي، قبالة الساحل الفرنسي في واحدة من رحلات عبور بحر المانش المحفوفة بالمخاطر.

وفي تعليق على مصرع المهاجرين الأربعة اليوم، أعربت وزيرة الداخلية البريطانية الجديدة إيفيت كوبر عن أسفها للمأساة التي وصفتها بأنّها "مروّعة"، في منشور على موقع إكس. وتعهّدت كوبر العمل مع شركاء المملكة المتحدة الدوليين "من أجل ملاحقة شبكات التهريب الخطرة وإسقاطها".

وكان أكثر من 12 ألف شخص قد وصلوا إلى الشواطئ الإنكليزية بطريقة غير قانونية في عام 2024، علماً أنّهم انطلقوا بمعظمهم من فرنسا، بحسب تعداد بريطاني رسمي صدر في منتصف يونيو/ حزيران الماضي. ويمثّل ذلك زيادة بنسبة 18% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من تشدّد الحكومات البريطانية المحافظة في السنوات الأخيرة.

ويُمنع المهاجرون الذين يصلون بطريقة غير قانونية، في الوقت الراهن، من طلب اللجوء في المملكة المتحدة، وقد برزت الهجرة عنواناً رئيسياً في إطار الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فاز بها حزب العمّال (يسار الوسط). وبعدما كانت خطّة ترحيل المهاجرين إلى رواندا قد بدأت تُطبَّق، مهما كانت جنسية هؤلاء ومن دون إمكانية عودتهم، فقد تخلّت الحكومة البريطانية الجديدة عن الاتفاق المثير للجدال المبرم بين لندن وكيغالي بهذا الشأن.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون