أقدم مسؤول محلّي عراقي في محافظة البصرة (أقصى جنوبيّ العراق)، على الانتحار شنقاً، داخل منزل شقيقته، وهي نائبة في البرلمان.
ووفقاً لمصادر أمنية، نقلت عنها وكالات أنباء عراقية محلية، فإنّ "مسؤول مديرية الشهداء في البصرة، قصي مسلم بندر، أقدم على الانتحار شنقاً بواسطة سلك كهربائي، في منزل شقيقته النائبة، صفاء مسلم، في منطقة الساعي وسط البصرة". وأضافت المصادر أنّ "قوة من الشرطة تلقت بلاغاً بالحادث، ووصلت إلى الموقع على الفور، وقد نُقلَت الجثة إلى دائرة الطب العدلي".
وأكّد أنه "فُتح تحقيق في الحادث للوقوف على تفاصيله، إلّا أنّ ذوي المسؤول تحدثوا عن مشاكل نفسية كان يعاني منها، دفعته إلى الانتحار".
من جهته، رجّح مسؤول محلي في البصرة، أن يكون سبب الانتحار مرتبطاً بالمشاكل الكبيرة التي تعانيها دائرة الشهداء في المحافظة، والملفات الشائكة فيها، وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الدائرة شهدت، خلال الفترة الأخيرة، أزمات ومشاكل بسبب ملفات فساد، وهناك قوى سياسية توغلت في تلك الدائرة، لتحقيق مكاسب مادية من خلالها".
وأشار إلى أنّ "المسؤول كان يتعرّض لضغوط وابتزاز أحياناً، تصبّ كلّها لمصلحة جهات معينة، سعت إلى إدراج الكثير من الملفات ضمن الدائرة للحصول على تعويضات مادية". وأضاف أنّ "كل تلك المشاكل انعكست على المدير، الذي على ما يبدو أقدم على الانتحار بسببها".
ويرجع مختصّون بالشأن المجتمعي، تزايد حالات الانتحار في البلاد إلى المشاكل التي تعانيها البلاد من أزمات انعكست على نفسية المواطنين عامة.
وقال المختصّ بالشأن المجتمعي، فلاح الجميلي، إنّ "الأزمات النفسية التي يعيشها المواطن العراقي عموماً، ترجع إلى الأزمات المجتمعية التي ترتبط بأزمات الغلاء الفاحش، وعدم وجود نظام في السير أو في الدوائر، أو في أيّ مكان في البلاد، وأنّ السلطة والنفوذ هي للجهات الخارجة عن القانون". وأضاف لـ"العربي الجديد" أنّ "كل تلك الأزمات انعكست سلباً على نفسية المواطن، سواء أكان مواطناً بسيطاً أم مسؤولاً، وهذا بالتالي سبّب تصاعداً واضحاً وكبيراً في حالات الانتحار".
وأكّد "ضرورة أن تتبنى المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والجهات الأكاديمية، مناهج ودورات تحفيزية تخدم المجتمع وتنشر الوعي بمخاطر الانتحار، ومخاطر المشاكل النفسية التي قد تدفع إلى الانتحار"، مشدداً على "أهمية أن تتبنى المؤسسات الإعلامية العراقية حملات توعية مستمرة".
يشار إلى أنّ حالات الانتحار في العراق تصاعدت خلال الفترة الأخيرة بشكل غير مسبوق، إذ تُسجَّل حوادث يومية بين الرجال والنساء، في وقت توجّه فيه اتهامات إلى الحكومة والجهات المسؤولة بغضّ النظر عنها، وعدم القيام بأي دور إزاء ذلك.