مدير الصحة العالمية: قلقون حيال المحاصرين في مستشفى العودة بغزة

21 مايو 2024
مستشفى العودة في شمال قطاع غزة قبل حصاره، 18 مايو 2024 (موسى سالم/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، أعرب عن قلقه بسبب حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى العودة في غزة، مما عزل الفرق الطبية والمرضى.
- غيبريسوس أشار إلى استهداف مستشفى العودة بالقنص والقصف، معتبراً ذلك جزءاً من حرب إبادة ضد الفلسطينيين، وذكر دعم منظمة الصحة العالمية للمستشفى بالإمدادات ونقل المرضى.
- طالب بحماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، محذراً من كارثة إنسانية وصحية بعد تدمير البنية التحتية الصحية وإخلاء مستشفى كمال عدوان.

عبّر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الثلاثاء، عن قلقه من حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي فرقاً طبية ومرضى وجرحى في مستشفى العودة في جباليا شمالي قطاع غزة، وسط الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر. وقد أتى ذلك بالتزامن مع البدء بإجلاء المرضى والجرحى وكذلك الأطقم العاملة من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع، علماً أنّه المستشفى الأخير الذي كان لا يزال في الخدمة في الشمال.

وكتب غيبريسوس، في تدوينة على موقع إكس، أنّ مستشفى العودة محاصر منذ 19 مايو/ أيار الجاري، وأنّه لا يُسمح لأحد بالدخول إليه أو الخروج منه. أضاف غيبريسوس أنّ 148 من أفراد طاقم المستشفى و22 مريضاً ومرافقيهم ما زالوا عالقين في داخل مستشفى العودة الواقع في منطقة تلّ الزعتر في مدينة جباليا.

غيبريسوس: قنّاصة استهدفوا مستشفى العودة

ويندرج حصار مستشفى العودة شمالي قطاع غزة، المعزول كلياً مع جنوبي القطاع ووسطه، في إطار استهداف المنظومة الصحية في غزة، وذلك في سياق عدوان الاحتلال المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويأتي ضرب المنظومة الصحية في صلب حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيين، إلى جانب التهجير والتجويع والقتل والتسبّب في بؤر أمراض نتيجة ضرب البنى التحتية وغير ذلك.

وبيّن مدير منظمة الصحة العالمية، في تدوينته نفسها، أنّ قنّاصة استهدفوا مستشفى العودة، أمس الاثنين، في وقت إنّ قصفاً مدفعياً استهدف الطبقة الخامسة من المستشفى حيث قسم الإدارة، من دون أيّ معلومات عن إصابات. وأوضح غيبريسوس أنّ فريق منظمة الصحة العالمية راح يقصد مستشفى العودة بانتظام في أواخر إبريل/ نيسان الماضي، من أجل تزويده بالإمدادات الطبية والوقود، بالإضافة إلى نقل المرضى والجرحى من ذوي الحالات الحرجة. وتابع أنّ المنظمة خصّصت كذلك فريق طوارئ طبياً لمستشفى العودة بهدف دعم العاملين الصحيين فيه، لكنّ هذا الفريق نُقل من هناك في 13 مايو/ أيار الجاري وسط اشتداد الأعمال الحربية.

وإذ شدّد المسؤول الأممي على شعور بالقلق البالغ إزاء سلامة المرضى والجرحى المتبقّين في المستشفى وكذلك العاملين فيه، طالب بحماية هؤلاء وبتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها وبوقف فوري لإطلاق النار. يُذكر أنّ إسرائيل تواصل حربها على الفلسطينيين في قطاع غزة رغم القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وبالرغم من أنّ محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية في القطاع وتحسين الوضع الإنساني فيه. ومضيّ إسرائيل في حربها على قطاع غزة أدّى إلى سقوط 35 ألفاً و647 شهيداً فلسطينياً إلى جانب 79 ألفاً و852 جريحاً، يُضاف إليهم أكثر من 10 آلاف مفقود، بحسب البيانات الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الثلاثاء.

تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي عادت لتصعّد عملياتها في شمال قطاع غزة، في الأيام الأخيرة، بعدما دمّرته بطريقة شبه كاملة وهجّرت سكانه بمعظمهم، علماً أنّ الوكالات التابعة للأمم المتحدة وكذلك المنظمات الدولية المختلفة حذّرت أكثر من مرّة من "مجاعة محتّمة" في الشمال. ويتزامن ذلك مع استكمال الاحتلال عملية اجتياحه البري لرفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، والسيطرة على المعبر الحدودي مع مصر الذي كان ممرّاً للإمدادات الشحيحة إلى قطاع غزة.

الصورة
من عملية إخلاء مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة - 21 مايو 2024 (كرم حسن/ الأناضول)
من عملية إخلاء مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، 21 مايو 2024 (كرم حسن/ الأناضول)

شمال غزة من دون مستشفيات بعد إخلاء "كمال عدوان"

من جهة أخرى، بدأ مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة بإجلاء المرضى والجرحى والأطقم الطبية منه، اليوم الثلاثاء، بعد تعرّضه لقصف مدفعي من قبل القوات الإسرائيلية المتمركزة في محيطه. وكان قسم استقبال الجرحى والطوارئ في المستشفى قد تعرّض لقصف بقذيفة مدفعية، الأمر الذي أدّى إلى دمار كبير فيه. وبعد القصف، وفي ظلّ انتشار قوات الاحتلال في محيطه، راحت إدارة المستشفى تخلي أقسامه من المرضى والجرحى وكذلم من الأطقم الطبية، خشية تجدّد قصفه أو اقتحامه مثلما حدث في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وبذلك، تكون مناطق محافظة شمال غزة قد صارت كلها من دون مستشفيات عاملة ولو جزئياً، ولا سيّما أنّ القوات الإسرائيلية تفرض حصاراً على مستشفى العودة منذ أيام، الأمر الذي أدّى إلى توقّف خدماته. وكانت قوات الاحتلال قد بدأت عمليات توغل جديدة، قبل 10 أيام، في مخيم جباليا وعدد من المناطق المحيطة، تحت غطاء ناري كثيف استهدفت فيه عشرات المنازل والبنى التحتية في المخيم الذي يقطنه مئات الآلاف من سكانه والنازحين إليه من مناطق شمال القطاع. وفي 11 مايو الجاري، أمر الجيش الإسرائيلي جميع السكان والنازحين، في جباليا وأحياء السلام والنور وتلّ الزعتر ومدينة بيت لاهيا ومخيم جباليا وعزبة ملين وأحياء الروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور، بمغادرتها "فوراً" والتوجّه نحو غربي مدينة غزة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون