مخيم "شُغل وحكاية" يعلّم الحياكة لأطفال الناصرة والجدّات يروين قصصاً من التراث
تتواصل لليوم الثاني على التوالي، فعاليات مخيم "شُغل وحكاية" لتعليم الحياكة والتطريز والأشغال اليدوية التراثية الفلسطينية للأطفال واليافعين في مدينة الناصرة.
تراهن جمعية "نسيجنا" التي نظمت المخيم على ربط أواصر التواصل بين جيل الأمس واليوم، وتعزيز النسيج الاجتماعي، وكذا حفظ التراث المحلي وتطويره وإنتاجه وتسويقه، إلى جانب أنشطتها في دعم المرأة من الناحية الإنتاجية والاجتماعية والمادية، وإنعاش الفن والثقافة.
وفي السياق قالت مديرة جمعية "نسيجنا"، فيوليت خوري لـ "العربي الجديد": إنّ مشروع مخيمنا "شغل وحكاية" يهتم بتعليم المشغولات اليدوية للأطفال واليافعين وكل المهتمين على مدار أسبوع، وسط حضور نساء كبيرات في السن يسردن حكايتهن مع الحياكة والتطريز وغيرها".
وأضافت: "هكذا نحافظ على جسر التواصل بين الأجيال ونحيي الذاكرة الجماعية، كما نزيد تشجيع الأجيال على الإنتاج انطلاقا من خيط وإبرة وحكاية، وعلى الأقل بهذه الطريقة يصبح لدينا إنتاج محلي قد يقتنيه السياح بدل أخذ تذكارات من صنع صيني.
وأكدت خوري أنّ الحفاظ على التراث من الاندثار وتقريب الأشغال اليدوية إلى الأجيال الحالية والمستقبلية، هو ما دفعها رفقة آخرين إلى تأسيس الجمعية سنة 2014، وجعلها صوتاً للتراث والمشغولات اليدوية.
وأضافت: "رغم أن عملي كان في مجال الصيدلة، وبعيداً عن الحرف اليدوية، إلا أنّ حديثاً جمعني بسيدة تحترف الحياكة، أنار بصيرتي إلى ضرورة الاهتمام بهذا التراث الثمين وحفظه من الضياع، ومنه تنظيم أنشطة وفعاليات تزيد في إشعاعه وانتشاره". وتابعت: "بعملنا هذا أنعشنا الإنتاج المحلي، ومررنا التراث من جيل 14 إلى 86".
من جانبها، أوضحت آية زعبي ابنة الـ12 عاما وهي مشاركة في المخيم: أحب الأشغال اليدوية والتطريز، بهذا أتذكر تراثنا وأستفيد من خبرات جديدة بدل الجلوس أمام الشاشات".
وعن استقطاب المشاركين في المخيم ودمجهم مع جيل الجدات المحترفات، قالت فاتن خوري منسقة فنية وثقافية: "يهتم المخيم بتعليم الأشغال اليدوية بالاعتماد على الأدوات والتقنيات التقليدية بحضور النساء الكبيرات اللاتي يتعاملن مع المستفيدين كالجدات وهذا الترابط بين الأجيال هو الهدف المنشود.
وأكدت المتحدثة وجود شغف وحب كبير بين المشاركين الأطفال والجدات، لدرجة تعلقهم بالتعلم والإنصات للحكايات، "وهذا في حد ذاته إنجاز في زمن تعلق الصغار بالحواسيب والعالم الافتراضي الذي سرق هذا الجيل".
أما رودينا دبيني سليمان، مرشدة تطريز فلسطيني فقالت: "في جيلنا كانت حصة في المدرسة اسمها أشغال في المرحلة الابتدائية، خلالها تعلمنا التطريز الفلسطيني وعدة أشياء، لكن مسار الحياة أبعدني عن التطريز الذي أحبه، وعندما تقاعدت عدت له وانضممت لجمعية "نسيجنا"، وها أنا أعلم أبناء الجيل الجديد، وقد أبدوا رغبة في التعلم والإبداع".