مخيمات شمال غربي سورية محرومة من المبادرات الرمضانية
تشهد مناطق شمال غربي سورية تراجعاً في دور المنظمات الإنسانية، خاصّة في ما يتعلق بمبادرات شهر رمضان التي من شأنها أن تُخفّف من معاناة النازحين في المخيمات، الذين يعانون في الأصل من تراجع في مستويات الاستجابة مقارنة بالسنوات الماضية.
وفي السياق، أوضح المهندس سارية البيطار، مدير مجموعة "هذه حياتي التطوعية في سورية وتركيا"، لـ"العربي الجديد"، أنّ الوضع بات صعباً في الوقت الحالي لتزامن فصل الشتاء مع حلول شهر رمضان، وهذا زاد العبء اليومي على العائلات واحتياجاتها من طعام وتدفئة، في ظل استشراء البطالة وشحّ التبرعات.
وأضاف المتحدث: "الأنظار العربية والإسلامية اتجهت بعيدا عن سورية، نحو مناطق أخرى تعيش أيضا على وقع الأزمات، في المقابل تسود مخاوف من افتتاح مشاريع في المنطقة بسبب الفوضى هنا، وهذا يزيد من قلة فرص الشغل".
وتغيب عن المخيمات في مناطق شمال غربي سورية حاليا المبادرات التي تطلقها المنظمات الإنسانية، مثل المطابخ الرمضانية، والسلل الغذائية التي توزع مع حلول الشهر، ولم تطلق أي مشاريع من هذا النوع في مخيماتهم، وفقاً لتصريحات نازحين ونشطاء، بالتزامن مع تخفيض المساعدات الإنسانية التي كانت تقدم من برنامج الأغذية العالمي.
النازحة المقيمة في مخيم غطاء الرحمة بمنطقة دير حسان شمال إدلب، هدى الشيخ محمد، وهي أم لأربعة أطفال، قالت لـ"العربي الجديد": "هذا العام لا يوجد شيء أبدا، نرجو أن يتم توزيع السلل الغذائية التي كانت تحصل عليها العائلات وحرمت منها قبل حلول شهر رمضان، قالوا لنا إنه بسبب تخفيض الأمم المتحدة للمساعدات".
المهجّر من ريف حمص عبد الباري المحمد، المقيم في مخيم قرب مدينة الدانا، شمال إدلب، قال لـ"العربي الجديد": "لا شيء يوزع في رمضان هذا العام، الوضع صعب للغاية، لا تكفينا 100 ليرة تركية (3.2 دولارات) في اليوم للطعام، أعمل أنا وابني لنسد حاجات العائلة اليومية، كنا نأمل إطلاق مبادرات خيرية مع حلول شهر رمضان، لكن الواقع مغاير".
وفي منطقة دير حسان، هناك نحو 200 مخيم حتى الوقت الحالي محرومة من أي مبادرات إنسانية متعلقة بشهر رمضان، وفق ما بينت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، لا سيما وجبات الإفطار، والسلل الغذائية التي كانت توزع من قبل المنظمات الإنسانية مع حلول الشهر، في مخيمات، من بينها مهين، ومورك الصمود، ومورك التحدي.