مخيمات الشمال السوري في مهب الريح... نازحون بلا مأوى

26 مارس 2024
تعاني مخيمات الشمال السوري من عدم تغيير الخيام منذ 5 أعوام (أرشيف/ الدفاع المدني السوري)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عوائل نازحة في شمال غرب سورية تواجه تحديات بسبب الأمطار والرياح التي دمرت خيمهم المتهالكة، مما يعكس الوضع الصعب في مخيمات مثل "البالعة، الضهر، المنصورة، وسيريا شيرتي".
- النازحون يعانون من فقدان المأوى والبرد الشديد، مع جهود مؤقتة لترقيع الخيام. ارتفاع سرعة الرياح يزيد من صعوبة الأوضاع الحياتية.
- منظمة الدفاع المدني السورية تشير إلى تضرر أكثر من 120 مخيماً وحاجة ماسة لتدخلات عاجلة لتحسين الأوضاع المعيشية بعد تحول طرقات المخيمات إلى برك وحل.

فقدت عوائل نازحة في مخيمات شمال غرب سورية، المأوى بسبب الأمطار والرياح المستمرة، اليوم الثلاثاء، والتي أدت إلى تدمير الخيم المتهالكة والتي لم تستبدل منذ 5 أعوام.

وتسببت الأمطار والرياح في تضرر مخيمات عديدة في ريف إدلب الغربي منها "البالعة والضهر والمنصورة وسيريا شيرتي"، إضافة لتجمع مخيمات "الفاروق وحلبات"، وفق ما أوضح ياسر السليم أبو محمد المقيم في مخيم الضهر لـ"العربي الجديد". مشيرا إلى أن أرض المخيم هي أرض زراعية، وقد تسببت الرياح في تمزق عدد من خيام جيرانه والتي يزيد عمرها عن 5 أعوام.

مخيمات في مهب الريح

وقال السليم: "أصعب ما نعانيه في الوقت الحالي كنازحين هو فقدان الخيمة بسبب العواصف، لم تعد المناشدات نافعة أو مجدية، والأزمة تعاد مع كل منخفض جوي، نعمل على ترقيع الخيام وتثبيتها بالحبال بانتظار الأيام القادمة".

ولا يختلف الوضع في مخيمات ريف إدلب الشمالي، إذ تضررت الكثير من المخميات في المنطقة بسبب الأمطار والرياح، وفق ما أشار عبد السلام اليوسف مدير مخيم التح في حديثه لـ"العربي الجديد" لافتا إلى أن الأضرار طاولت مخيمات "المدجنة، قصر قريص، الإيمان، كفر روحين" وغيرها من المخيمات المحيطة في المخيم الذي يقيم فيه.

والمنطقة تشهد ارتفاعا في سرعة الرياح وفق ما أوضح المختص في الطقس المهندس أنس الرحمون، موضحا أن ساعات ما بعد الظهيرة ستشهد سرعات رياح ما بين 40 و 43 كيلومترا في الساعة في المتوسط، و 85 إلى 90 كيلومترا في الساعة للهبات، مشيرا أن اليوم هو ذروة النشاط الريحي في المنطقة وذلك عبر قناته في تطبيق "واتساب".

خالد مدنية من سكان مخيم التعاون في ريف إدلب الغربي تحدث عن العاصفة وقال لـ"العربي الجديد": "بدأت العاصفة البارحة ظهر الاثنين وكانت عاصفة قوية في مخيمات ريف جسر الشغور الغربي والشمالي، مع كل ساعة كانت تزداد سرعة الرياح لتمتد حتى اليوم. بدأ تأثيرها على الخيم وخاصةً الخيم في الأماكن المرتفعة حيث بدأت الجدران بالتشقق، وذلك أثر ضغط الهواء وسرعته مما جعل الخيمة غير آمنة، لأنها مهددة بأي لحظة بالسقوط"

وأضاف مدنية: "حاولنا تدعيم الجدار المتشقق الآيل للسقوط ريثما يهدأ الهواء، ونبدأ بترميمه خوفاً من سقوطه على الأطفال، إذ ترافقت هذه العاصفة مع البرد الشديد ولا يستطيع الأهالي مغادرة المكان أو حتى إشعال المدفأة خوفاً من الحرائق".

ومنعت الرياح والأمطار النازحين في مخيم الزوف في ريف إدلب الغربي من الحركة اليوم، وأشار أبو هاشم مدير مخيم الزوف بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن الرياح مزقت عددا من الخيام كما اقتلعت البعض الآخر، والعوائل المتضررة ضمن المخيم لم يكن لديها خيار سوى التوجه إلى مسجد المخيم للاحتماء فيه أو إلى جيران لهم لم تتضرر خيامهم، والمشكلة الثانية التي يعانيها السكان أن الطرق بين الخيام داخل المخيم غير مفروشة بالحصى، والطريق الوحيد المفروش هو الطريق الرئيسي. ولفت إلى أن التنقل صعب للغاية مع هطول الأمطار والرياح القوية التي تضرب المنطقة.

وبالنسبة للسكان ضمن مخيمات الطوب بمنطقة دير حسان في الريف الشمالي فإن الأوضاع أفضل، حيث أوضحت فاطمة الحسين المهجرة من ريف حمض لـ"العربي الجديد" أنها لم ترسل أولادها للمدرسة اليوم بسبب الأمطار والرياح، وقالت: "الحمد لله أننا انتقلنا للمعيشة في البيت هنا ضمن المخيم، منذ عامين أيضا استبدلوا سقف التوتياء بسقف اسمنتي، عشنا عامين صعبين في الخيمة، ضمن المنطقة"، وقبل انتقالها للسكن في البيت جرف السيل الخيمة وتلفت كل أغراضها، مشيرة إلى أن "تثبيت ألواح الطاقة الشمسية هو كل ما يمكن فعله في الوقت الحالي".

ووفق منظمة الدفاع المدني السورية "تضرر خلال العواصف التي ضربت مناطق شمال غرب سورية، خلال فصل الشتاء الحالي أكثر من 120 مخيماً، وتضرر في هذه المخيمات أكثر من 315 خيمة بشكل كلي، و1570 خيمة بشكل جزئي، كما تضررت طرقات مئات المخيمات بسبب السيول وتحولت لبرك من الوحل، أعاقت وصول المدنيين إلى مرافق الحياة والطلاب إلى مدارسهم".

المساهمون