مخاوف على مصير بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان مع استئناف الرحلات الإنسانية

03 سبتمبر 2021
قلق على حقوق الإنسان (سجاد حسين/ فرانس برس)
+ الخط -

يثير مصير بعثة الأمم المتحدة السياسية في أفغانستان، بعد سيطرة حركة طالبان، مخاوف في داخل المنظمة الأممية، في وقت استؤنفت الرحلات الإنسانية أخيراً إلى شمال البلاد وجنوبها.

ومع اقتراب انتهاء تفويض بعثة المساعدة الأممية في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري، من المقرّر أن يناقش مجلس الأمن الدولي مسألة تمديد هذا التفويض في التاسع من سبتمبر.

وقد رأت مصادر في الأمم المتحدة، طلبت عدم الكشف عن هويّتها، أنّ "الوضع يبقى غامضاً جداً"، مشيرة إلى أنّ "تجديداً فنياً" للتفويض سوف يكون "نهجاً منطقياً في الوقت الراهن". لكنّ السؤال يبقى مطروحاً حول ما تريده حركة طالبان التي أوشكت على إعلان حكومتها الجديدة. والهدف بالنسبة إلى الأمم المتحدة والغربيّين هو "عدم التخلّي عن بعض أوجه" التفويض الحالي، "بما في ذلك حقوق الإنسان وحماية المدنيين"، وتنسيق المساعدات الإنسانية الدولية.

وتتركّز مخاوف المنظمة الأممية، خصوصاً على معاملة حركة طالبان للنساء والفتيات.

وترى أيرلندا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر سبتمبر/ أيلول الجاري، أنّ مسألة حقوق الإنسان محوريّة، وأنّ "الحكم على طالبان سوف يكون بناءً على أفعالها لا أقوالها".

وشدّدت سفيرة أيرلندا جيرالدين بيرن ناسون، هذا الأسبوع أمام وسائل الإعلام، على أنّ احتمال عدم مشاركة أيّ امرأة في مناصب رفيعة المستوى في الحكومة المنتظرة هو "أمر غير مقبول بنظر أيرلندا، وما نسعى إليه ليس مشاركة كاملة للمرأة وبالتساوي"، لافتة إلى أنّ البلاد في حاجة أكثر من أيّ وقت مضى إلى الأمم المتحدة وقدرتها على تقديم مساعدات إنسانية.

ويعيش 18 مليون نسمة في أوضاع إنسانية كارثية في أفغانستان، وقد حذّرت الأمم المتحدة أخيراً من أنّ عدداً مماثلاً قد ينضمّ إلى هذا الرقم، داعية إلى تقديم هبات دولية.

وأمس الخميس، أعلن المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك أنّ الرحلات الإنسانية التي ينظّمها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة "استؤنفت أخيراً"، الأمر الذي سمح لـ"ستين منظمة إنسانية بمواصلة أنشطتها الحيوية في الولايات الأفغانية".

وأوضح دوجاريك أنّ الرحلات ربطت العاصمة الباكستانية إسلام أباد بمدينتَي مزار شريف (شمال) وقندهار (جنوب). أضاف أنّ بين عامَي 2002 و2021 حطّت رحلات أممية في أكثر من عشرين وجهة في أفغانستان، والهدف اليوم هو العودة إلى مثل هذا البرنامج فور ضمان أمن العمليات وتمويلها.

ومنذ السيطرة على البلاد أخيراً، لم تبلّغ حركة طالبان الأمم المتحدة برؤيتها لمستقبل بعثة المساعدة الأممية ولا حتى من قد يمثّل البلاد في الجمعية العامة السنوية للمنظمة الأممية المقرّرة نهاية هذا الشهر في نيويورك على مستوى قادة العالم.

والمؤكّد، بحسب دبلوماسيين، هو أنّ الإسلاميين يراهنون على "استمرار المساعدات الإنسانية والتنموية في آن". لكنّ المساعدة التنموية ليست من اختصاص البعثة السياسية الأممية الحالية، وفق ما ذكر مصدر طلب عدم الكشف عن هويته.

يُذكر أنّه في بيان نُشر أمس الخميس، طلبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية من مجلس الأمن الدولي تجديد تفويض البعثة الأممية "لتقديم مساعدة حيوية" للشعب الأفغاني و"مراقبة حقوق الإنسان في أفغانستان بشكل صارم".

وأعلن مدير شؤون الأمم المتحدة في المنظمة لوي شاربونو أنّ "لطالبان أداء كارثياً في مجال حقوق الإنسان وانتهاك حقوق المرأة والفتاة خصوصاً"، مضيفاً أنّه "يتوجّب على بعثة الأمم المتحدة أن تكون عيون العالم على الأرض للكشف علناً عن الأوضاع في أفغانستان".

(فرانس برس)

المساهمون