انجلت العاصفة عن مخيمات النازحين شمالي غرب سورية، وانطلقت فعاليات إنسانية في عدة مدن تركية لمساعدة النازحين وتخفيف العبء عنهم، لا سيما تأمين مواد التدفئة والأغطية وملابس الأطفال وبعض المستلزمات الأخرى لمواجهة البرد ونقص الأغذية.
الطلاب السوريون في جامعة كارابوك التركية أطلقوا مبادرة لجمع تبرعات مالية، كما أكد محمد إسماعيل؛ أحد منظمي الحملة، لـ"العربي الجديد"، وأوضح أن الحملة بدأت كمبادرة من الطلاب السوريين في الجامعة للمساهمة في تخفيف العبء عن النازحين الذين جرفت مياه الأمطار خيامهم، وفقدوا المأوى والأغطية وحتى ما كان لديهم من مواد غذائية داخلها.
وتحدّث إسماعيل عن آلية عمل الحملة قائلاً إنّ "الآلية تقوم على جمع مبالغ مالية، من ثم شراء خيام للعوائل التي فقدت المأوى في الداخل السوري، وتوفير الغذاء لمدة تتراوح ما بين 4 و 5 أيام لهؤلاء النازحين، الحملة أطلقت قبل أيام مع بدء العاصفة التي ضربت المنطقة وهي مستمرة حتى الوقت الحالي".
وفي مدينة الريحانية قرب معبر باب الهوى الحدودي، الذي يصل إلى محافظة إدلب، تقف أمام بلدية المدينة شاحنات كبيرة تفتح أبوابها لمن يريد التبرع للنازحين في الداخل. المساعدات العينية مختلفة ومتنوعة، عبوات مياه وأكياس من الفحم الحجري، وملابس للأطفال وأحذية وأكياس بطاطس، هذه السيارات عندما تمتلئ تعبر الحدود ليتم توزيعها في الداخل، كذلك في مدينة نزب إلى الشرق من مدينة غازي عينتاب نظم سوريون حملة مماثلة لجمع التبرعات العينية كما حصل في الريحانية.
محمد أبو خالد لاجئ سوري من ريف حلب الشرقي يقيم في مدينة نزب، قال لـ"العربي الجديد" إنّ معاناة من فقدوا الخيم وتبللت أغطيتهم بالماء كبيرة، وبالنسبة للمساعدات المرسلة كلّ شخص يقدم ما يستطيعه، ملابس للأطفال أو بطانيات أو مواد تدفئة، هكذا يمكن مساعدة أهلنا في إدلب، رأينا الفيديوهات وكيف غرقت المخيمات بمياه الأمطار، حجم المأساة كبير وفي كل فصل شتاء تتكرر".
وتابع "أنا أقيم في منزل به تدفئة، عند الخروج منه للعمل أشعر بالبرد، فكيف يشعر من يقيم في خيمة ليس فيها مدفأة وليس لديه أغطية كافية له ولأطفاله، أو من تشرد الآن وغمرت المياه ملابس أطفاله، الألم يعتصرنا جميعا من مناظر الأطفال الذين ليس لديهم أحذية أو ملابس تقيهم البرد".
بدوره أشار الناشط الإعلامي أبو أسعد الحمصي لـ"العربي الجديد" إلى أن المبادرات التي يطلقها اللاجئون السوريون في تركيا أو في بلدان أخرى تخفف عبئا عن النازحين المتضررين في الشمال السوري، لا سيما أن استجابة المنظمات الإنسانية مقارنة بالسنوات الماضية في أضعف حالاتها. وهذه الحملات لها أثر كبير في نفوس النازحين في المخيمات، كونها جاءت من أناس يشعرون بهم وبألمهم.
ووفقاً لإحصائيات صدرت عن فريق "منسقو الاستجابة" يوم الخميس، هناك 228 مخيماً في مناطق شمال غرب سورية، يقطنها 34876 عائلة، لحقت الأضرار بـ11987 عائلة في هذه المخيمات.