تشهد مدينة الرّقة السورية عدة مبادرات خيرية، الهدف منها شراء مدافئ ووقود تدفئة وألبسة للعوائل المحتاجة والفقيرة، لمساعدتها على الصمود في ظل الظروف المعيشية الصعبة، والمساهمة في التخفيف من عبء قساوة الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، لا سيما داخل المخيمات.
وفي السياق يقول الناشط المحلي أسامة أبو عدي في حديث لـ"العربي الجديد": "يتم حالياً جمع الأموال في مدينة الرقة من فاعلي الخير ضمن مبادرة لتقديم وقود التدفئة والمدافئ أو مواد التدفئة المتوفرة للعوائل الأشد فقراً، وفي المرحلة المقبلة سيتم شراء هذه المواد وتوزيعها على المحتاجين".
ويضيف "خلال الأعوام التي تلت تحرير مدينة الرقة من قبضة النظام وفترة المجلس المحلي لقوى الثورة 2013، كان النشاط الإغاثي وتوزيع الإعانات هو الغاية الأبرز خاصة بعد توافد عائلات من حمص، حماة، حلب، دير الزور إلى الرقة هرباً من آلة الحرب، وبعد سيطرة التنظيم على المنطقة في 2014-2017، استمرت المبادرات الخيرية المحلية وكان من بينها "مطبخ الفردوس الإغاثي"، "حملة إفطار صائم "، بالإضافة إلى تولي تجار الرقة مسؤولية توزيع المواد الغذائية إلى الطبقات الفقيرة.
ويتابع "ما بعد 2017 ونشوء منظمات المجتمع المدني ومجلس الرقة المدني ولجنة الشؤون الاجتماعية والعمل تشكلت عدة مخيمات أثناء فترة النزوح، من بينها مخيمات عين عيسى، المحمودلي، فكان توزيع المساعدات بشتى أنواعها؛ نقدية، غذائية، طبية، ألبسة عن طريق اللجان والمنظمات. وما بعد 2019 كان الاتجاه نحو مشاريع سبل العيش وتعليم المهن، ودعم مشاريع صناعية ومهنية صغيرة، لكن بقيت هناك طبقة فقيرة وأشد هشاشة بدون معيل تحت وطأة الحاجة".
ويوضح المتحدث أنه على إثرها تشكلت مبادرات محلية من موظفين بالمنظمات وأطباء وصيادلة وتجار وكانت تهتم بشؤون تلك العوائل، من بينها "صنائع المعروف" و"العيادات التخصصية" لشباب تفاؤل، بالإضافة لمبادرات منظمة بيت المواطنة للصم والمكفوفين.
وعن مبادرة "صنائع المعروف" يتحدث عيسى السطم لـ"العربي الجديد": "منذ أربعة أعوام شكلنا مع شخصيات عشائرية وتجار وأطباء وموظفين جمعية محلية أطلقنا عليها اسم "صنائع المعروف" قمنا من خلالها بالوصول للطبقات والأسر الفقيرة والأشد هشاشة لتقديم الإعانات بشكل مستمر، وتخصيص مبلغ من التبرعات لمعالجة الأمراض المزمنة كالسرطان والقلب والكلى والعمليات الجراحية، بالإضافة لتأمين مسكن ودفع إيجار شهري للعوائل الفقيرة ضمن إحصائية بلغت أكثر من 300 عائلة بمركز المدينة والريف".
ويتابع السطم "خلال العام المنصرم والعام الحالي ومع حلول فصل الشتاء أطلقنا مبادرة "شتاء دافئ" لشراء مستلزمات الشتاء، تشمل مدافئ وملحقاتها ومازوت وألبسة شتوية ومنح العوائل المسجلة لدينا مستلزمات الشتاء، ويتم التبرع من جميع أهل الخير سواءً بالخارج أو بالداخل، ليتم إيصالها للعوائل".
بدورها تقول أمينة وهي أم لثلاثة أطفال تقيم في منزل ضمن مدينة الرقة خلال حديثها لـ"العربي الجديد": "البيت الذي أقيم فيه مع أولادي وزوجي ليست له نوافذ، ونستخدم أغطية قديمة في الشتاء والبلاستيك لإغلاقه في فصل الشتاء، زوجي لا يستطيع العمل بشكل مستمر، ولم نكن قادرين على تأمين المازوت خلال الشتاء الماضي، استخدمنا البلاستيك وغيره في التدفئة، وهذا العام سمعنا عن مبادرة لتقديم مدافئ ومواد تدفئة في المدينة، نرجو أن نكون من بين العوائل التي تحصل على وقود التدفئة".
وبحسب الإحصاءات الأخيرة لمجلس الرقة المدني، التابع للإدارة الذاتية (الكردية)، بلغ عدد سكان مدينة الرقة نحو 300 ألف شخص، فيما تجاوز عدد النازحين المقيمين فيها 3200 نازح.