مؤتمر الدوحة لحوار الأديان: علماء يناقشون تحدّيات الأسرة

07 مايو 2024
جانب من مؤتمر حوار الأديان في الدوحة بحضور علماء دين (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انطلق مؤتمر الدوحة لحوار الأديان بمشاركة 300 شخص من علماء الدين والباحثين من 70 دولة، مركزًا على أهمية الحوار بين الأديان والتحديات التي تواجه الأسر في ظل المتغيرات المعاصرة والصراعات مثل في غزة.
- ناقش المؤتمر دور القيم الدينية في التكامل الأسري، تأثير العولمة، والتحديات الجديدة كالمثلية والجندر، مؤكدًا على القيم المشتركة بين الأديان لتعزيز الأسرة كنواة للمجتمع.
- ختامًا، تم توزيع جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان لتشجيع الحوار بين الأديان وتعزيز ثقافة السلام، مع التأكيد على أهمية التعاون بين الأديان لمواجهة التحديات المعاصرة وتعزيز القيم الأسرية.

انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار الأديان الذي ينظمه مركز الدوحة لحوار الأديان، وذلك بمشاركة نحو 300 من علماء الدين والباحثين والأكاديميين المسلمين والمسيحيين واليهود من نحو 70 دولة.

ويبحث مؤتمر الدوحة لحوار الأديان الخامس الذي افتتحته وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، ويعقد تحت عنوان "الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة"، التحديات التي تواجه الأسرة في الوقت الحاضر على مدى يومين. وفي إشارة إلى الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، قالت الخاطر في كلمة ألقتها في الجلسة الافتتاحية: إن انتهاكات حقوق الأسرة والمرأة والطفل في هذه الآونة تتكشف بصورة صارخة في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة، خاصة الدعم الرسمي والاقتصادي والعسكري والدبلوماسي الذي تلقاه قوات الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية. وأضافت "رغم كل التخاذل الرسمي فإن الوعي الجمعي للناس بجميع أديانهم وأعراقهم وتوجهاتهم قد تجاوز السردية المدفوعة في مساحات الإعلام التقليدي ليخلق فضاء حراً جديداً".

افتتاح مؤتمر الدوحة لحوار الأديان

وقال رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إبراهيم النعيمي، في افتتاح مؤتمر الدوحة لحوار الأديان: إنّ كنا لا ننكر الاختلاف الديني والثقافي والاجتماعي بين بني آدم، إلَّا أننا في الوقت ذاته نؤمن جميعًا بالقيم الدينية المشتركة التي كرَّسَت لمفهوم الأسرة، وأسَّسَت لقيم التراحم والتكافل والتعاون بين أفرادها، ورسَّخَت للعلاقة المقدسة بينهم، فالمنظومة الأسَرية في الأديان السماوية بينها تشابه كبير، في هُويتها ومفهومها وقيمها ومبادئها، باعتبارها النواة الصلبة المشكِّلة لعُرى المجتمع، وعنوان تماسكه وقوته أو ضعفه، لا سيما في التنشئة والتربية والترابط والصلة والتواد والتراحم.

ودعا النعيمي إلى الاستفادة من حوار الأديان لتعزيز القيم الأسرية التي باتت تتعرض اليوم، في ظلِّ المتغيرات المعاصرة، لتحدياتٍ عميقةً وجذريةً وتدخلاتٍ خارجيةً تُفرز عددًا من التحوُّلاتِ المفزعة والمخاطرِ العظيمة المهدِّدة للمنظومة الأسرية؛ خاصة مع تأثير العولمة والثورة المعلوماتية والتكنولوجية، ومع تطوُّر الإعلام الجديد ووسائلِ التواصل الاجتماعي، الناقل للأفكار والآراء والثقافات بسرعةٍ فائقةٍ من بيئةٍ إلى أخرى، وهو ما يمثِّل تهديدًا جَديًّا على كيان الأسرة، التي أصبحت مُكبَّلةً في التعامل معها، وضعيفةً في مواجهتها، وحماية أفرادها من سلبياتها، وأضرارها.

تحدّيات الأسرة على طاولة النقاش

ويناقش مؤتمر الدوحة لحوار الأديان أربعة محاور رئيسية، أولاً، هيكل البناء الأسري مفهومًا ومكانةً ومسؤولية وذلك من منظور الأديان، ودور القيم الدينية والتربوية في تحقيق التكامل والتضامن الأسري، من خلال الحقوق والمسؤوليات، والمحور الثاني بيان الدور المركزي للأسرة في التنشئة والتربية، ومقومات البناء الداخلي للأسرة السليمة وأثرها في التنمية والنهضة للمجتمعات والأوطان، وأثر التدخلات الخارجية في زعزعة الدور المركزي للأسرة، أما المحور الثالث فيبحث قضايا الأسرة المعاصرة وأثرها في الأسرة وكيفية تقديم سبل الدعم والمعالجة لتلك القضايا، أما المحور الرابع والأخير فيبحث تأثير الحروب والنزاعات على الأسرة المعاصرة، والتغير الكبير في المفاهيم المتعلقة بالأسرة.

ودعا مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، المونسنيور عبدو أبو كسم، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى ضرورة تكاتف الأديان لمواجهة ما أسماه التحديات التي باتت تواجه كيان وتماسك الأسرة في الوقت الحاضر، كدعوات المثلية الجنسية، والجندر، وحرية اختيار النوع. وأضاف أبو كسم أن مواجهة هذه التحديات ليست مقتصرة على الأديان فقط، بل إن الجميع وكل من هو طبيعي عليه أن يواجه هذه التحديات، والحفاظ على الأخلاق والقيم التي هي صمام أمان للمجتمع، مؤكداً دور المدرسة والجامعة، بالإضافة إلى دور الأسرة في تعزيز القيم الأخلاقية، وتعليم الأبناء كيفية التعامل مع الإعلام الجديد، ووسائلِ التواصل الاجتماعي، والثورة المعلوماتية. وردّاً على سؤال حول دور الدين في مواجهة دعوات الجندر والنوع والمثلية الجنسية بداعي الحرية، قال مفتي تتارستان كامل سامع الله لـ"العربي الجديد"، إن تعاليم الأديان وتشريعاتها ترد على هذه الدعوات، من خلال دعوتها للزواج والإنجاب واحترام الأسرة، مؤكداً أنه حائط الصد الأول في مواجهة مثل هذه الدعوات.

جائزة الدوحة لحوار الأديان

وفاز بجائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان في دورتها الخامسة في فئة الأفراد، مدير عام مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب، أغادير جويحان، والناشط الإغاثي في مناطق النزاعات والحروب، خاصة في غزة مادس جيلبرت. وفازت جمعية الوقف الإسلامي الياباني ومنظمة الصداقة للتنمية المجتمعية المستدامة الصينية في فئة المؤسسات، كما قررت لجنة تحكيم الجائزة منح جائزة خاصة للأسرة الفلسطينية الصامدة في غزة. وقد جرى اختيار عنوان الجائزة وموضوعها في دورتها الخامسة متوافقاً مع أهداف المؤتمر هذا العام لتمنح (للأفراد والمؤسسات الدينية الناشطة في دعم الأسر المتضررة)، حيث تم اختيار الفائزين بالجائزة بناء على إنجازاتهم سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات في دعم الأسر المتضررة، سواء من جراء الفقر أو الكوارث أو الحروب والصراعات أو التشتت واللجوء.

يُذكر أنه قد جرى إطلاق جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان عام 2013، بهدف دعم وتشجيع جهود ومبادرات وإنجازات الأشخاص والمؤسسات التي لها أثرٌ بارزٌ في تعزيز مبدأ الحوار وترسيخ ثقافة السلام، وهي تُعد المبادرة الفريدة من نوعها في هذا المجال على مستوى العالم، وقد مُنحت جوائز الدوحة العالمية لحوار الأديان في دورات أربعة سابقة لعدد من المؤسسات والأفراد حول العالم، وتبلغ قيمة الجائزة مائة ألف دولار أميركي، كما يمنح الفائز ميدالية ذهبية وشهادة من مركز الدوحة لحوار الأديان.

المساهمون