ليبيا تغلق الحدود مع تونس وسط موجة ثالثة من كورونا

09 يوليو 2021
الحدود الليبية التونسية قبل الإقفال (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

أقفلت ليبيا الحدود البرية والجوية مع تونس، ابتداءً من اليوم الجمعة في التاسع من يوليو/ تموز ولمدّة أسبوع واحد، نظراً إلى تفاقم الوضع الوبائي في تونس وزيادة عدد الإصابات بمتحوّر دلتا من فيروس كورونا الجديد الذي ظهر للمرة الأولى في الهند، وإعلان وزارة الصحة التونسية انهيار المنظومة الصحية في البلاد.

وأكّد طه العطوشي، الضابط في حرس الجمارك عند منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القرار بدأ تطبيقه منذ صباح اليوم الجمعة في منفذَي رأس جدير ووازن".

وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية في بيان لها في هذا السياق، أنّها ستتكفّل من خلال قنصليتها في تونس برعاية الليبيين العالقين على الأراضي التونسية، إلى حين تسهيل عودتهم.

من جهة أخرى، تقرّر وقف الدراسة في الجامعات والكليات إلى ما بعد عيد الأضحى المقبل، في إجراء جديد للحدّ من انتشار الفيروس بين الطلاب.

وأفاد عضو اللجنة العلمية في المركز الوطني لمكافحة الأمراض (حكومي)، طارق جبريل، بأنّ ارتفاع الإصابة بالفيروس سببه انتشار متحوّر دلتا في دول الجوار، مؤكداً أنّ ليبيا دخلت في الموجة الثالثة من الوباء. وأوضح في تصريح خاص لمكتب الإعلام في المركز، مساء أمس الخميس، أنّ ذلك يأتي على خلفية دراسة للوضع الوبائي تُبيّن أنّ ثمّة ارتفاعاً في الإصابات بنسبة 22 في المائة في خلال الأسبوع الجاري، بعدما كانت ستة في المائة، علماً أنّ الأعداد كانت قد سجّلت انخفاضاً في وقت سابق.

لكنّ وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية، علي الزناتي، طمأن المواطنين، قائلاً إنّ "الوضع الوبائي لم يصل في البلاد إلى درجة الخطر"، مؤكداً أنّ الوزارة تتّخذ إجراءات احترازية ‏عديدة خاصة بالمواطنين والمسافرين.

وأضاف الزناتي في بيان مصوّر بثّته الصفحة الرسمية للوزارة أنّ معاناة ليبيا كانت أقلّ من ‏غيرها من الدول، على الرغم من الظروف المادية.

وتابع قائلاً إنّ عدد الإصابات المؤكدة أتى أكبر من المتوقّع في ‏خلال الأسبوعين الماضيين، لافتاً إلى أنّ الوفيات ما زالت قليلة، والوضع ‏ليس مخيفاً، والمراكز المختلفة مستعدة لمواجهة ‏هذا الوباء.

وأكمل الزناتي أنّهم ‏طبّقوا إجراءات احترازية أكثر أماناً، سواء في المطارات أو عند المنافذ البرية، مشيراً إلى أنّه التقى نظيره التونسي واتّفق معه على  آلية جديدة من أجل تشديد الكشف عن الأمراض.‏ وأوضح أنّ جزءاً من تلك الآلية سيعتمد على التشديد على ‏صحة الشهادات الحكومية التي تؤكّد عدم إصابة المسافر بكوفيد-19، مشدداً على أنّه "لن يخرج من ليبيا أو يدخل إلى ليبيا، إلا من يمرّ ‏بالاختبارات اللازمة والملائمة لدخول البلاد وإثبات خلوّه من ‏كورونا". وجدّد الزناتي تأكيده أنّ الإصابات الحالية بالفيروس، على الرغم من ارتفاعها، لا تخيف، ‏وستكون الأمور أفضل في الفترة المقبلة".

واليوم الجمعة، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض تسجيل 1710 إصابات جديدة بالفيروس إلى جانب 280 حالة تعافٍ وخمس وفيات، مشيراً إلى أنّه أعلى رقم في الإصابات منذ تفشّي الوباء في البلاد في مارس/ آذار من العام الماضي. وذكر المركز أنّ نسبة الإصابات في مجموع العيّنات التي فُحصَت، اليوم الجمعة، بلغت 33.8 في المائة، موضحاً أنّ 5050 عيّنة حُلّلت لتأتي 3340 منها سلبية.

كوفيد-19
التحديثات الحية

من جهة أخرى، أعلنت مؤسسات صحية عديدة في ليبيا حالة الطوارئ. ففي طرابلس أعلن مستشفى الهضبة الخضراء، اليوم الجمعة، حالة الطورائ في مركز الفلترة، نتيجة تفاقم الوضع الوبائي وتزايد الإصابات، الأمر الذي اضطر عاملين في المركز إلى الالتحاق به لمساعدة زملائهم. وفي مصراتة شمال غربي البلاد، أعلن المركز الطبي رفع حالة الطوارئ استعداداً لمواجهة انتشار متحوّر دلتا من الفيروس وبدء إجراءات صارمة لمواجهة ارتفاع أعداد الإصابات، مشيراً إلى أنّ القرار جاء بعد اجتماع إدارة المركز ومناقشة عدد من الحلول لمواجهة الوضع الوبائي في المدينة.

المساهمون