لعلاقة ناجحة... عليكما بالشجار!

09 مايو 2021
لا بدّ من الابتعاد عن الصمت (فلاديمير سميرنوف/ Getty)
+ الخط -

 

يعتقد 44 في المائة من المتزوجين بأنّ المشاكل بين الأزواج أكثر من مرة في الأسبوع تساعدهم في الحفاظ على علاقات صحية ومنتجة لفترة طويلة، بحسب ما يشير موقع "برايت سايد". ويُعَدّ تجنب المشاكل بين الأزواج الطريقة الأسوأ لبناء علاقة طويلة الأمد. فإذا كان الأزواج قادرين على التعبير عمّا يدور في ذهنهم بوضوح، يعني هذا أنّهم على استعداد لنقل علاقتهم إلى مستوى أفضل. فالناضجون لا يلجأون إلى الهجمات الشخصية والصراخ، وبدلاً من ذلك يحاولون التوصّل إلى حلول مشتركة لتحسين العلاقة.

ولبناء الثقة في العلاقة، لا يُنصح بالتزام الصمت، إذ يُعَدّ ذلك من العادات التي تؤدّي إلى تفاقم المشاكل. من الضروري التعامل مع الشريك بطريقة منفتحة والاستماع إلى الآخر من قبل الطرفَين. وبحسب متخصصين في علم النفس، ثمّة نقاط رئيسية لعلاقة صحية وسعيدة، والجدال إحداها. فإذا لم يتجادل الزوجان مطلقاً، هذا يعني أنّ ثمّة مشكلة في العلاقة، إذ يساعد الجدال الأزواج على إعادة النظر في قيمهم ومشاعرهم من خلال معالجة الأمور التي تهمّهم ومناقشتها. ومع ذلك، يجب أن تكون الحجة منطقية وبطريقة غير "قتالية"، بلا شتائم أو رفع للصوت.

ومن النقاط الرئيسية التي يجب التركيز عليها كذلك، عدم أهمية من هو الرابح ومن هو الخاسر في الجدال. ما يهمّ هو التوصّل إلى حلول وتعرّف الواحد إلى الآخر بشكل أفضل. وتساعد الصراعات الصغيرة الأزواج في الكشف عن طبيعتهم الحقيقية وطريقة التعامل معها، وفي حال وصولهما إلى حلول، فذلك يعني تقوية الروابط بينهما.

ومن المهمّ كذلك الانتباه إلى أنّ عملية التنازل الدائمة من قبل طرف معيّن تجعل الطرف الآخر يشعر بأنّه قادر على الوصول إلى ما يريده، فيما الطريقة الفضلى لحلّ هذه المعضلة تكمن في التخلي عن الأفكار السلبية وإظهار أهمية التساوي. ووفقاً لدراسات عدّة، إنّ أكبر خطأ يُرتكب، هو تجنّب البوح بالمشاعر وكتمانها، ما يشكل مزيداً من المشاكل غير المبررة والمتراكمة، فتنفجر معها العلاقة عند ارتكاب أيّ خطأ. وبناءً عليه، إنّ مناقشة المشاكل قبل تفاقهما هو الحل الأنسب لإنجاح أيّ علاقة. وإذا أراد الأزواج ذلك النجاح، فعليهم دائماً البوح بالمشاعر والتعبير عمّا في أذهانهم من وقت إلى آخر، بدلاً من الاحتفاظ بها لأنفسهم.

كيف نحوّل الأمر إلى مناقشة مثمرة؟ لا بدّ من البدء من الاحترام المتبادل. فمن المهم التذكر دائماً أنّ لكل طرف نقاط قوة ونقاط ضعف، وبالتالي لا يجب "الضرب تحت الحزام" والتقليل من الاحترام. كذلك لا بدّ من الاعتذار، إذ يُعَدّ الاعتراف بالخطأ نقطة قوة لا ضعف، بالتالي يُظهر الاعتذار للطرف الآخر مدى اهتمام الشريك به.

وثمّة نقطة إضافية حساسة، هي عدم التحدّث عن التجارب والأخطاء السابقة. من المهمّ أن يعلم الأزواج أنّ التركيز على العلاقة الحالية أفضل بكثير من التكلم عن الماضي. وتبقى مسألة الطرف الثالث، إذ إنّ من الضروري عدم إخراج العلاقة من الدائرة الصغرى بهدف إنجاحها، فغير ذلك من شأنه أن يدفع الطرف الآخر إلى الشعور بعزلة وبأنّه غير محترم أحياناً.