استمع إلى الملخص
- **الهجمات الإسرائيلية على منشآت الأونروا**: قصفت القوات الإسرائيلية 190 منشأة للأونروا، مما أدى إلى مقتل 520 شخصاً وإصابة 1600 آخرين، ودعا لازاريني إلى وقف إطلاق النار وتحقيقات مستقلة.
- **الجهود المصرية والدولية لوقف إطلاق النار**: أكد وزير الخارجية المصري على الجهود المستمرة لوقف إطلاق النار، مساهمة مصر بنسبة 70% من المساعدات الإنسانية، وأهمية حل الدولتين لتحقيق السلام.
إسرائيل قصفت 190 منشاة تتبع أونروا في غزة
لازاريني: لا مكان آمناً في غزة ومؤسساتنا أهداف عسكرية لإسرائيل
وزير الخارجية المصري: لا بديل عن وكالة أونروا
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، اليوم الاثنين، إن نحو مائتي موظف بالوكالة الأممية قُتلوا منذ بداية الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، محذراً من تعرض الوكالة لحملة تستهدف تفكيكها وتقويض دورها، إذ إن مؤسساتها في غزة كانت ولا تزال هدفاً للعمليات العسكرية منذ اندلاع الحرب قبل تسعة أشهر.
وأضاف لازاريني، في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، حيث نزح 250 ألف فلسطيني من مدينة خانيونس هذا الأسبوع، فيما يعيش قرابة 600 ألف طفل وشاب فلسطيني بين الأنقاض، ويعانون من صدمات نفسية، مستطرداً بأن هناك جيلاً كاملاً من الفلسطينيين قد يُحرم من التعليم في غزة، إثر تدمير غالبية المدارس في القطاع.
إسرائيل قصفت 190 منشاة تتبع أونروا
وشدد لازاريني على أهمية وقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين عن انتهاك القانون الدولي خلال هذه الحرب الوحشية، مؤكداً أنه "كلما طال أمد الحرب في القطاع أصبح الصدع أعمق، وزادت معاناة الناس"، مضيفا أن القوات الإسرائيلية قصفت 190 منشأة، ما يزيد على نصف منشآت الوكالة في القطاع، وبعضها تعرض للقصف عدة مرات، والبعض الآخر بشكل مباشر. ونتيجة لذلك قتل 520 شخصاً، وأصيب ما يقرب من 1600 أثناء سعيهم للبحث عن الأمان.
وأكمل لازاريني أن إسرائيل قصفت مؤخراً مدرسة واقعة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، كانت تؤوي نحو ألفي نازح، ومن بين الضحايا عدد كبير من النساء والأطفال، بينما زعمت القوات الإسرائيلية أن هذه المدرسة كانت تستخدم من قبل الجماعات المسلحة الفلسطينية، مضيفا أنه "يجب التعامل مع هذه الادعاءات بجدية بالغة"، ولذلك يدعو إلى إجراء تحقيقات مستقلة للتأكد من الحقائق، وتحديد المسؤولين عن الهجمات على مقار وكالة (أونروا) أو إساءة استخدامها.
بدوره، قال وزير الخارجية المصري إن القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية في الوقت الراهن، والقاهرة مستمرة في جهودها من أجل التوصل إلى صفقة تضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين (الإسرائيليين) داخل قطاع غزة.
وأضاف عبد العاطي، في المؤتمر، أن الجهد المصري متواصل مع الدول الشريكة للعمل على وضع حد للكارثة الحاصلة في القطاع، يتمثل في وقف إطلاق النار بشكل فوري، والنفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية والصحية إلى القطاع، والعمل بشكل جاد على تنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، موضحا أن دور (أونروا) لا يقتصر على قطاع غزة، لكنه يشمل رعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان، ما يعني استمرار عمل الوكالة الأممية حتى حصول اللاجئين الفلسطينيين على كافة حقوقهم.
وشدد على عدم وجود بديل للوكالة في غزة، لأنها الوحيدة التي لديها مراكز توزيع للمساعدات بالقطاع، مطالباً المجتمع الدولي والأطراف المانحة بإعادة النظر في مسألة وقف التمويل عن الوكالة، مجددا رفض بلاده استخدام إسرائيل سلاح التجويع ضد المدنيين في قطاع غزة، منوهاً إلى مساهمة مصر بنحو 70% من إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع منذ بدء الحرب، ولا تزال تعمل على إدخال المزيد من الإمدادات الإنسانية.
وقال عبد العاطي إن منطقة الشرق الأوسط لن تشهد سلاماً أو استقراراً حتى تطبيق حل شامل للقضية الفلسطينية، ووقف الدمار داخل غزة، مؤكداً أن "مصر تواصل جهودها مع شركائها في قطر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى".
ومن المرجح أن يتوجه وفد إسرائيلي إلى القاهرة اليوم، في إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، في وقت أثار فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مخاوف لدى عدد من المسؤولين الإسرائيليين وغضباً، عقب تعميمه بياناً اعتبرته أوساط إسرائيلية معوقاً للصفقة في ظل المفاوضات الجارية، مشككين بنيته إفشالها.
وشدد نتنياهو على أن الصفقة يجب أن تتيح لإسرائيل العودة للقتال، ومنع تهريب السلاح من مصر إلى حماس، ومنع عودة "آلاف المخربين المسلحين" إلى شمال القطاع، وزيادة عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين تجري إعادتهم من غزة في إطار الصفقة.