يعاني اللاجئون الفلسطينيون في سورية، الذين يقطنون مخيّم "قرية حيفا الكرمل"، شمالي البلاد، من سوء الأوضاع الخدمية، وكذلك المباني التي نُقلوا إليها أخيراً، في منطقة كللي بريف إدلب الشمالي.
ويشتكي عدد من فلسطينيي سورية من أنّ المخيّم الذي شُيّد بدعم من متبرّعين من الداخل الفلسطيني يفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة والاستقرار، من قبيل مدرسة ومسجد ومتجر يلبّي الاحتياجات اليومية للأهالي، وخزّان مياه رئيسي لتغذية المنازل، كما لا تتوفّر فيه حاويات نفايات.
ويقول اللاجئ السوري عثمان يونس بهنساوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مساكن المخيّم "لا تصلح إطلاقاً للسكن لجهة التصميم والبناء. فعند هطول الأمطار، تتسرّب المياه إلى المنزل من كلّ مكان".
ويحمّل بهنساوي "هيئة فلسطين" المسؤولية، إذ "أشرفت على عمليات البناء منذ البداية وحتى تسليم المفاتيح للاجئين". ويضيف: "كنت أفضّل لو بقيت في الخيمة بدلاً من السكن في مثل هذه المنازل".
من جهته، يشكو لاجئ آخر فضّل عدم الكشف عن هويّته، لـ"العربي الجديد"، قائلا: "مساحة المنزل الذي أقيم فيه مع عائلتي تبلغ 45 متراً مربّعاً، وهو لا يصلح للسكن. فثمّة أخطاء (إنشائية) كثيرة فيه، لجهة التمديدات الصحية والتجهيزات ذات الصلة بها".
وفي الإطار نفسه، أفادت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية بأنّ لاجئين كثيرين رفضوا استلام مفاتيح شققهم التي خصّصتها الجهة المسؤولة عن الكتل السكنية، وفضّلوا البقاء في الخيام التي لا تتسرّب مياه الأمطار من أسقفها.
ويبلغ عدد الشقق السكنية في المخيّم 700 شقة، تتراوح مساحاتها ما بين 40 و70 متراً مربّعاً. وقد شُيّد المخيّم في منطقة مرتفعة نسبياً على مساحة كيلومتر واحد، وهو الأمر الذي أتعب الأهالي أكثر أثناء التوجّه إليه صعوداً، خصوصاً بعد هطول الأمطار التي تساهم في تشكّل برك من الوحل تعرقل الحركة.
يُذكر أنّه بحسب القائمين على المشروع، كان من المقرّر تعبيد الطريق بالكامل، لكنّ ذلك لم يحدث.
وبينما ينتقد سكان المخيّم الجهة المنفّذة، فإنّهم يثنون على جهود الجهة الداعمة، وقد دعوها إلى محاسبة القائمين على إدارة المشروع.
ويتّهم اللاجئون الفلسطينيون الإدارة الحالية المسؤولة عن المخيّم بالفساد والمحسوبية، إذ قدّمت تسهيلات لبعض العناصر المتنفّذين في حكومة الإنقاذ، المحسوبة على المعارضة السورية، لتحقيق مصالحها الشخصية بعيداً عن خدمة الأهالي من مواطنين سوريين ولاجئين فلسطينيين، في ظلّ غياب الدعم من المؤسسات الإغاثية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بحسب ما أوضحت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية.
وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أنّ 1488 عائلة فلسطينية تقيم في منطقة إدلب وريفها ومنطقة عفرين (تُعرَف بمنطقة غصن الزيتون) وريف حلب الشمالي (يُعرَف بمنطقة درع الفرات)، تهجّرت بمعظمها من مخيّمَي اليرموك وخان الشيح ومن مناطق جنوبي دمشق وحلب والغوطة، وهي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة.