فتح جامع الجزائر في العاصمة الجزائرية، وهو ثالث أكبر مسجد في العالم وبه أطول منارة في أفريقيا، أبوابه للمصلين الذين أدوا فيه أمس أول صلاة جمعة، بعد تسع سنوات من بدء بنائه، وعشرة أيام من تدشينه، واعتبر بعضهم ذلك بمثابة "فوز" بالمشاركة في حدث تاريخي، خاصة أنه ترافق مع اكتشاف الجزائريين جمال الجامع الكبير ورونقه وبهاءه الروحي.
ولم يتمالك كثير من المصلين أنفسهم وهم يتمكنون من الوصول إلى الجامع الكبير لصلاة الجمعة الأولى، وبعضهم غافلتهم الدموع وهم يدخلون إلى صرح إسلامي كبير، خاصة أن الطريق إلى المسجد كانت مزدحمة، واستدعت من السلطات نشر عدد كبير من عناصر الشرطة لتنظيم الدخول والخروج من محيط المسجد وأماكن توقيف السيارات، إذ بلغ عدد المصلين الذين صلوا الجمعة في المسجد عشرة آلاف مصل، بحسب وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي.
ولتوثيق اللحظة واليوم التاريخي، عمد أغلب الجزائريين إلى أخذ صور تذكارية لهم و"سيلفي"، بعد الصلاة أو قبلها، ونشرها على صفحاتهم على موقع فيسبوك، مرفوقة بتدوينات تصف اللحظة، وتثني على المكان ورمزيته. فقد نشر كمال قرابة، وهو أستاذ جامعي تدوينة كتب فيها: "جامع الجزائر وجمعة شُدّت إليها الرحال، اليوم أكرمنا الله بأن نكون ممن تزين بهم جامع الجزائر في أول جمعة تقام به. عشرات الآلاف من الجزائريين توافدوا وكلهم شوق إلى صلاة الجمعة بعد شهور من غلق المساجد بسبب الوباء، فرحة في القلوب والوجوه، وعلى الألسن حمد وشكر لله على نعمة استئناف صلاة الجمعة، ونعمة هذا الصرح الجامع. نسأل الله أن يبارك فيه ويجعله منارة للعلم ورمزاً للوحدة وحصنا للدين الإسلامي، وجزى الله كل من سعى وعمل على إنجازه وبارك في عُمّاره وفي الواقفين على شؤونه".
كما وثّق الإعلامي إسماعيل حاج قويدر حضوره للصلاة، وكتب: "لحظة تزيّنت بكل أنواع الجمال والأحاسيس، كُتبت لنا العودة إلى صلاة الجمعة ومن بوابة ثالث مساجد العالم مساحة "جامع الجزائر".
ونشر نصر الدين لعروسي صورة له في صحن الجامع، وعلق عليها قائلاً: "ندعوا الله عز وجل أن يجعل مسجد الجزائر الأعظم منارة لإعلاء كلمة الحق، وأن يكون منارة عالية لنشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة، لنبذ الخلاف والعقل الطائفي المقسم للطاقات. منارة لإبعاد جاهلية العرق والتاريخ، ندعو الله أن يكون منارة لاستقبال العلماء والدعاة والفقهاء لنشر الوعظ ولتهذيب الوجدان وبث القيم التي تجعل السلوكيات الإسلامية الوسطية والمعتدلة، وهذا بفعل الدروس والخطب".
وبينما بدت الفرحة على المصلين الذكور؛ خاب رجاء النساء في التمكن من اللحاق بأول جمعة في الجامع الكبير، حيث لم يتمكنّ من ذلك بسبب عدم فتح إدارة المسجد للقاعة المخصصة للنساء، بفعل ظروف الأزمة الوبائية، وعدم تهيؤ فريق نسوي يدير هذا القسم ويحرص على تنفيذ التدابير الوقائية الخاصة بكورونا.
وكان أول أذان في جامع الجزائر الأعظم قد رفع مساء الأربعاء قبل الماضي، خلال تدشين قاعة الصلاة من قبل رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، نيابة عن الرئيس عبد المجيد تبون الموجود في ألمانيا للعلاج.