استمع إلى الملخص
- **مشكلة إدمان الكيتامين في المملكة المتحدة**: ارتفعت حالات إدمان الكيتامين بين الشباب منذ 2016، حيث زادت نسبة العلاج من أقل من 1% في 2015 إلى 6% في 2023. يعزو الخبراء الزيادة إلى لجوء الشباب للعلاج.
- **خدمات الدعم والعلاج المقدمة من منظمة Rehabs UK**: تقدم "Rehabs UK" خدمات تشمل المشورة وتوجيه الأفراد للعلاج المناسب. الكيتامين يسبب مشاكل صحية ونفسية خطيرة، والتحدي الرئيسي هو مساعدة المدمنين على فهم إدمانهم.
"أدمنت الكوكايين عشر سنوات ثم حصلت على المساعدة من منظمة Rehabs UK، حيث أعمل اليوم". هذا ما يقوله سكوت أردلي (39 سنة)، الذي يروي لـ"العربي الجديد"، تجربته الشخصية مع الإدمان التي بدأت في سن الـ15 حين جرّب الماريجوانا للمرة الأولى مع أصدقائه، ويقول: "تصاعدت الأمور بسرعة حين دخل الكوكايين حياتي في مرحلة منتصف العشرينيات من عمري، وجعلني ذلك أعيش في دمار حقيقي، حتى بلغت مرحلة الشعور بأنني على حافة الانتحار".
يضيف أردلي: "يعتقد الكثير من الناس بأن المدمن تعرّض إلى أذى جسدي أو عاطفي في طفولته، لكن ليست هذه الحال دائماً، وقد نشأت شخصياً في عائلة صالحة، ولم أواجه مشاكل في المنزل، لذا أعجز عن تحديد سبب واضح لإدماني".
كانت رحلة التعافي قاسية، واستغرقت نحو عامين، وبعد خمس سنوات بدأ في مساعدة آخرين على التغلب على الإدمان، ويقول: "لكل مدمن شخص يحبه ويقاتل من أجله، وفي حالتي دفعتني زوجتي إلى طلب المساعدة. كنت على وشك فقدان كل شيء بسبب إدماني السرّي، وكنت مجبراً على الاختيار بين المخدرات أو حياتي الزوجية".
يضيف: "أصبح الكيتامين مشكلة وطنية، وهو يستخدم أساساً في تخدير الحيوانات، أو الأطفال خلال العمليات الجراحية، وفي الجراحات الميدانية، لكنه خلال الأشهر الـ12 الماضية زاد بشكل كبير عدد الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكيتامين. حالياً يرتبط ثلث عملي بإدمان هذا المخدر الشائع بين الشباب لأن سعره رخيص ويُصنع محلياً. يؤدي الكيتامين إلى مشاكل في المثانة والكلى، حيث تبدأ بلورات في التشكل وتتسبب بأضرار دائمة، وهو مخدر يسيطر على العقل بسرعة ويؤدي إلى الإدمان".
وكشف أردلي أن منظمة "Rehabs UK" تقدم مجموعة من الخدمات المتنوعة لدعم المدمنين في رحلة التعافي، وتشمل المشورة وتوجيه الأفراد إلى العلاج المناسب عبر خيارات علاج مجانية أو مدفوعة.
ومنذ عام 2016 شهدت بريطانيا ارتفاعاً حاداً في حالات إدمان "الكيتامين" الذي تضاعف استخدامه أكثر من أربع مرات خاصة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة. وتشير بيانات حديثة إلى أن نسبة الشباب الذين يعالجون من إدمان الكيتامين ارتفعت من أقل من 1% عام 2015 إلى 6% عام 2023.
ويعزو خبراء هذه الزيادة إلى لجوء العديد من الشباب في المملكة المتحدة إلى العلاج من هذا الإدمان، ويرجّحون أن هذه الأرقام هي قمة جبل الجليد، وأن أعداد من يعانون من مشاكل أكبر بكثير، لكنهم لا يطلبون مساعدة.
تقول مسؤولة الإدمان المهني في مستشفى "بريوري"، كلير بريمر، لـ"العربي الجديد": "الكيتامين مشكلة وطنية لأن أشخاصاً كثيرين يستخدمونه، ويبدو أنه يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، ونشهد عدداً أكبر بكثير من الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدماتنا، والمزيد من الاستفسارات بشأن المشاكل الناجمة عن تعاطيه".
وتشير إلى أنّ أعمار الأشخاص الذين يطلبون المساعدة تراوح غالباً بين 18 و25 سنة، وتقول: "إنه مدمّر للجسم، وخصوصاً المثانة. رغم الضرر يعتقد الذين يتناولونه بأنهم بخير لأنهم لا يزالون في مرحلة الشباب ويمكنهم التعافي بسرعة، لكن هذا الأمر يمثل تحدياً كبيراً".
أما لي فرنانديز، المعالج الرئيسي في مجموعة "مراكز علاج الإدمان في المملكة المتحدة" (UKAT)، فيقول لـ"العربي الجديد": "ارتفع استخدام الكيتامين بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية، وهو الأكثر انتشاراً بين الشباب حالياً، لأنه أرخص بكثير من المخدرات الأخرى مثل الكوكايين، ويسهل الحصول عليه، كما أن تأثيراته فورية على الجسم، ما يجعله مخدّراً جذاباً للشباب".
ويلفت إلى أنّ "التحدي الرئيسي الذي يواجه علاج المدمنين على الكيتامين هو مساعدتهم على فهم أنهم مدمنون، وأن علاقتهم بهذا المخدّر لا تتمحور فقط حول التواصل الاجتماعي وقضاء وقت ممتع. الإفراط في استخدام الكيتامين في سن مبكرة مضرّ بالصحة، في حين يمكن أن يؤثر الاستخدام المزمن على بطانة المثانة، وبالتالي انكماشها وزيادة الحاجة إلى التبول، أو الالتهابات والنزيف والانسداد، وفي النهاية سلس البول. الوصول إلى العلاج معنا لا يتطلب أن ينتظر الشخص فترة طويلة، بعكس ما يحصل إذا ذهب إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
وجرى تطوير مخدر "الكيتامين" في الستينيات للاستخدامات الطبية البيطرية، وهو يُستخدم اليوم في المملكة المتحدة بشكل رئيسي كمخدر للحيوانات، وأحياناً للبشر، وتشمل المشاكل الصحية لإدمانه التهاب المثانة الذي قد يصل إلى الحاجة إلى استئصالها، كما يؤدي إلى تلف الكلى، إضافة إلى زيادة خطر الحوادث نتيجة ضعف الإدراك، كما ان له أضرار نفسية تشمل القلق والاكتئاب والهلوسة.