قبر الليدي زينب كوبولد في مرتفعات اسكتلندا يجذب مسلمي بريطانيا

15 يونيو 2022
تحول قبر الليدي زينب كوبولد إلى مزار (العربي الجديد)
+ الخط -

ربما تكون الأرستقراطية الاسكتلندية الليدي إيفلين كوبولد أول امرأة بريطانية المولد تؤدي فريضة الحج بعد إسلامها، وتغيير اسمها إلى "زينب"، بيد أنّ أحدا لم يتوقّع أن يصبح قبرها مزاراً للمسلمين بعد مرور عقود على وفاتها في يناير/كانون الثاني 1963.

وتبدأ الزيارات بالوصول بالسيارات إلى المرتفعات الشمالية الغربية في اسكتلندا في مرأب سيارات على حافة غابة قبالة الطريق السريع في غلين كارون، قبل أن يبدأ الأشخاص السير مسافة 10 كيلومترات تقريباً عبر منحدر بعيد نسبياً عن منزلها، إلى المكان الذي دُفنت فيه الليدي زينب كوبولد، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية.

ويعدّ تجمّع المئات في مواقف السيارات مشهدا غير مألوف في اسكتلندا، لكن عشرات الأشخاص يتجمعون أسبوعيا لزيارة قبر الأرستقراطية الفيكتورية، وبعضهم قادمون من إدنبرة، أو ليفربول، وليستر وغيرها.

وكادت مساهمة الليدي كوبولد الإجمالية في الفهم الغربي للإسلام تتلاشى، لكن تمت إعادتها إلى المجال العام قبل عدة سنوات عبر إعادة إصدار كتابها "الحج إلى مكة"، والذي نُشر في عام 1934، ويوثق مرورها الجسدي والروحي إلى قلب العالم الإسلامي.

وتنظّم رحلات زيارة قبر الليدي كوبولد "مؤسسة اعتناق الإسلام"، وهي منظمة خيرية مقرها المملكة المتحدة، مهمتها توفير شبكات دعم للأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام حديثا، وأسستها الأيرلندية بتول التوما بعد اعتناقها الإسلام.

تقول توما: "منذ أن سمعت عن الليدي إيفلين، كنت مهتمة بقصتها. لقد كانت سيدة رائعة لم تسمح لأحد بتهميشها لمجرد كونها امرأة".

ولا يأبه الزوار بالطقس الماطر أو الرياح، بعد ثلاث ساعات من المشي في الطقس البارد، يستريحون لدقائق، ثم يواصلون طريقهم إلى القبر يتقدمهم مرشد الرحلة، وعند وصولهم يجتمعون للصلاة سويا.

وخلال رحلة العودة، دعا مسجد في "إينفيرنيس" المشاركين للحصول على الطعام، ومنحهم فرصة للتأمل في مسار الرحلة التي قاموا بها.

وولدت الليدي كوبولد في إدنبرة في 17 يوليو/تموز 1867، وهي أكبر أبناء تشارلز أدولفوس موراي، إيرل دنمور السابع، والليدي جيرترود كوك، ابنة إيرل ليستر الثاني، وكان والدها يعشق السفر، واصطحب عائلته إلى شمال أفريقيا، وهناك تعرّفت الليدي كوبولد على الإسلام، حيث كانت محاطة بخدم من أصول مصرية وجزائرية.

وفي عام 1912، نشرت السيدة زينب كتابها "عابر سبيل في الصحراء الليبية"، وذلك قبل اعتناقها الإسلام، وكان من الواضح أنّ اهتمامها الكبير برحلاتها في شمال أفريقيا بات أسلوب حياة.

ويورد الموقع الإلكتروني لمسجد "إنفرنيس" أن "العقيدة الإسلامية لليدي إيفلين بصفتها ابنة عائلة أرستقراطية بريطانية كانت محط إعجاب في عصر كان لا يزال الإسلام غريبا على المجتمع البريطاني. كان من المفهوم التحول من الكاثوليكية الرومانية إلى البروتستانتية، أو العكس، أو التحوّل من المسيحية إلى البوذية، لكن اعتناق الإسلام كان شيئًا استثنائياً".

وينقل الموقع عن أنجوس سلادين، حفيد الليدي زينب، أنه من بين الأسباب التي أدّت إلى عدم الاهتمام بمساهمتها في فهم الغرب للإسلام أن "المجتمع البريطاني كان يعتبرها غريبة الأطوار، وربما مغرورة، كما أنّ المجتمع الأكاديمي في المملكة المتحدة اعتبر أنها لم تكن جادة، بل كان هدفها التأثير في المحيطين فقط، وذلك اعتمادا على نظرة قاصرة تصنفها باعتبارها لم تتلق تعليما متميزا، وأنّ ثقافتها الإسلامية اقتصرت على ما تعلمته من المربيات".

المساهمون