ندد العشرات من أهالي مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين الواقع شمال القدس وسط الضفة الغربية، بقرار 18 دولة تعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، معتبرين أنه يهدف إلى تحويل خدماتها إلى مؤسسات إنسانية لشطب دورها وشطب حق العودة.
ونظّم المكتب التنفيذي للاجئين في الضفة الغربية، وقفة احتجاجية اليوم الأربعاء، بالتعاون مع اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا، وبحضور ممثلين عن اتحاد العاملين العرب في الوكالة بالضفة، وطلبة مدارس الوكالة.
وقف عمل "أونروا" مشاركة في إبادة غزة
وهتف المشاركون ضد القرار مطالبين بالحرية لفلسطين، فيما رفعوا شعارات تؤكد بقاء الوكالة حتى تحقيق حل عادل للاجئين وعودتهم إلى ديارهم، وأخرى تشير إلى أن تعليق التمويل بمثابة مشاركة في الإبادة الجماعية وشطب حق العودة، وهذا الشعار كان عنوان الوقفة التي انتظمت أمام مكتب مدير الخدمات المجتمعية في المخيم، والمركز الصحي التابع للوكالة في المخيم.
وقال مدير المكتب التنفيذي للاجئين في الضفة الغربية ناصر شرايعة، لـ"العربي الجديد": إن الوكالة أنشئت من أجل إغاثة وتشغيل ورعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين حتى العودة إلى ديارهم، وهي تواجه هجمة ممنهجة بوقف تمويلها وإغلاق مقراتها في القدس وكفر عقب، في إشارة إلى توجه إسرائيلي لإخلاء الوكالة من معهد قلنديا (كلية قلنديا للتدريب المهني) قرب المخيم، ومقر للوكالة في القدس.
وشدد شرايعة على أن حكومة الاحتلال عنجهية واحتلال فاشي، قائلاً: "إن معهد قلنديا كانت الحكومة الأردنية قد خصصت أراضيه لصالح وكالة الغوث (قبل احتلال الضفة عام 1967)، ولكن الحكومة الإسرائيلية تستبيح ما تستطيع استباحته".
وتابع شرايعة أن "الوقفة أمام مؤسسات خدماتية في مخيم قلنديا تأكيد على حق المخيمات باستمرار عمل الوكالة حتى عودة اللاجئين إلى القرى والمدن التي هُجروا منها، وتعويضهم عن المعاناة، جراء استغلال أراضيهم وممتلكاتهم من الاحتلال الإسرائيلي؛ كما نصت عليه المواثيق الدولية، وبذلك فقط يمكن أن ينتهي عمل الوكالة، ودون ذلك لن نسمح ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام إنهاء عمل الوكالة".
بدوره، قال عبد الكريم الحج محمد، الناطق باسم اتحاد العاملين العرب في الوكالة لـ"العربي الجديد": "إن أونروا تتعرّض لهجمة منذ أكثر من 15 عاماً من السلطات الإسرائيلية وداعميها، بهدف الضغط وإنهائها كشاهد أممي ودولي على قضية اللجوء"، معتبراً أنها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف الحج محمد: "ما شهدناه هو سلسلة من الهجمات والادعاءات حدثت سابقاً في عام 2008 وعام 2012"، مشيراً إلى أن الدول التي علقت تمويلها تشكّل أكثر من 50% من الدول المانحة.
وقال الحج محمد: "هذا شيء مستهجن في هذه الظروف، حيث تقوم الوكالة بإغاثة 6 ملايين لاجئ في مناطقها الخمسة التي تعمل فيها، ومنهم 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنه لا يمكن إيجاد بديل على الأرض بحجم الأونروا ودعمها اللوجستي والإداري.
وأكد بيان صحافي صادر عن المكتب التنفيذي للاجئين في الضفة الغربية جرى توزيعه خلال الوقفة، أنه وفي ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها حكومة الاحتلال اليمينية على الشعب الصامد في غزة، واستمرار الحصار المفروض على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وأعمال التدمير والتجريف للبنية التحتية وقصف البيوت والاقتحامات اليومية لقطعان المستوطنين، فإن الاحتلال يواصل مدعوماً من الإدارة الأميركية حملة التحريض المباشر على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي تمخض عنها إعلان بعض الدول وقف تمويلها ومساعداتها للأونروا والتي تتسق مع توجهات الاحتلال بالدعوة لتحويل خدماتها لمؤسسات إنسانية، بهدف إلغاء حق العودة وشطب قضية اللاجئين.
وتابع المكتب: "إننا في المكتب التنفيذي للاجئين واللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية سنواصل حملة الحماية للوجود السياسي والقانوني والخدماتي لوكالة الغوث الدولية، وفق خطة وبرنامج سيتم الإعلان عنهما لاحقاً.