غيبريسوس في "ذا غارديان": شلل الأطفال يهدّد غزة كما القذائف ومليون جرعة لقاح إلى القطاع

26 يوليو 2024
أطفال في غزة يعيشون ويلهون وسط مياه الصرف الصحي، 23 يوليو 2024 (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

وسط خشية كبيرة من تفشّي شلل الأطفال بين الفلسطينيين في قطاع غزة المنكوب وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم الـ194، كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مقال رأي نشره في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية اليوم الجمعة، أنّ مليون جرعة من اللقاح المضاد لهذا المرض سوف تُرسل إلى القطاع. وأوضح غيبريسوس أنّ الفلسطينيين الصغار سوف يُزوَّدون بجرعات اللقاح المضاد لشلل الأطفال في الأسابيع المقبلة، في محاولة لوقايتهم من المرض، لكنّه حذّر من استمرار موت كثيرين في قطاع غزة من جرّاء أمراض الوقاية منها ممكنة ومن جرّاء جروح حرب يمكن علاجها، ما دام وقف فوري لإطلاق النار لم يُنفَّذ ولم تُسرَّع العمليات الإنسانية، بما في ذلك حملات تحصين هادفة تركّز على الأطفال الصغار.

يأتي ذلك بعد أيام من رصد فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في عيّنات من مياه الصرف الصحي أُخذت من جنوبي قطاع غزة ووسطه، إنّما من دون أن تُسجَّل حتى الآن أيّ إصابة بالمرض حتى الآن. وفي هذا الإطار، وصف المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عملية كشف فيروس شلل الأطفال بأنّها "من المستجدّات الخطرة في رحلة البؤس التي لا تنتهي" في قطاع غزة. وأعاد ظهور الفيروس، في تدوينة نشرها على موقع إكس السوم الجمعة، إلى "النظام الصحي المنهار وإلى النقص في المياه النظيفة ومواد النظافة الشخصية وإلى الملاجئ المكتظة والصرف الصحي المتهالك".

وفي مقاله الذي أتى تحت عنوان "الأطفال في غزة مهدّدون الآن بشلل الأطفال كما بالقذائف - نحن في حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار"، بيّن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أنّ نحو مليون شخص نزحوا من رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، بعد العملية العسكرية الأخيرة التي شنّتها قوات الاحتلال، إلى خانيونس في الجنوب ودير البلح في الوسط، علماً أنّ العيّنات أُخذت من المدينتَين المذكورتَين. وكتب غيبريسوس: "بينما لم تُسجَّل أيّ حالة شلل أطفال (في قطاع غزة) حتى الآن، فإنّها مسألة وقت قبل أنّ يصل (المرض) إلى آلاف من الأطفال غير المحصّنين، في حال لم تُتَّخذ إجراءات فورية" في هذا الخصوص. أوضح أنّ "الأطفال دون سنّ الخامسة معرّضون للخطر، ولا سيّما الرضّع دون العامَين من عمرهم، إذ إنّ كثيرين منهم لم يتلقّوا اللقاحات اللازمة طوال تسعة أشهر"، أي منذ بداية الحرب على القطاع.

وذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في ما يبدو أنّه محاولة لتعريف القارئ إلى واقع الفلسطينيين في قطاع غزة المستهدف بحرب إسرائلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أنّ نحو 2.3 مليون شخص يعيشون في القطاع الفلسطيني الذي تبلغ مساحته 365 كيلومتراً مربّعاً. أضاف، في مقال الرأي الذي كتبه في صحيفة "ذا غارديان" اليوم، أنّ الحرب قتلت أكثر من 39 ألف فلسطيني في قطاع غزة، وأصابت أكثر من 89 ألفاً بجروح، في حين أنّ عدد المفقودين يُقدَّر بأكثر من عشرة آلاف شخص.

وأكّد المسؤول الأممي ما تحرص منظمته على التشديد عليه بانتظام، أي واقع أنّ المستشفيات صارت بمعظمها عاجزة عن تقديم خدماتها. وتابع غيبريسوس أنّ أمراضاً عديدة تنتشر بالفعل في قطاع غزة، ولا سيّما الإسهالات والتهابات الجهاز التنفسي والتهاب الكبد الوبائي وغيرها، في حين أنّ كلّ شخص في القطاع تقريباً يواجه انعداماً حاداً في الأمن الغذائي وجوعاً كارثياً. ولفت كذلك إلى أنّ آلاف الأطفال يعانون سوء التغذية، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، من بينها شلل الأطفال الذي يؤرّق اليوم المعنيين في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وأمّا ما يهمّ غيبريسوس، فإنّ اكتشاف شلل الأطفال في قطاع غزة اليوم يمثّل تذكيراً إضافياً بالظروف المزرية التي يواجهها سكانه. وشدّد على أنّ استمرار الحرب لن يؤدّي إلى رفع أعداد القتلى في القطاع فحسب، إنّما سوف يعيق الجهود الرامية إلى تحديد التهديدات الصحية التي من الممكن الوقاية منها مثل شلل الأطفال والاستجابة لها.

المساهمون