لا يزال شارع الوحدة الرئيسي في وسط مدينة غزة شاهدًا على ملامح المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر يوم الأحد 16 مايو/ أيار الماضي، وهو اليوم السادس للحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع التي استمرت 11 يومًا.
آثار الدمار واضحة على البنايات والمحال التجارية والطرقات الضيقة المؤدية إلى الشارع الذي شهد المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 37 شهيداً، فضلا عن إصابة أكثر من 50 شخصاً آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، والتي تم خلالها تدمير ثلاث بنايات سكنية على رؤوس ساكنيها.
رغم كل ذلك، يتمنى سكان قطاع غزة أن يكون الأمن والأمان من سمات العام الجديد، 2022، ويمنون أنفسهم من فوق رُكام المباني بحياة آمنة ومستقرة بعد عام صعب شهدوا خلاله بعض أقسى أيام وليالي حياتهم.
يقول الفلسطيني محمد شهاب، وهو صاحب أحد البيوت المُدمرة في شارع الوحدة، إن "2021 كان عامًا صعبًا ومأساويًا، إذ شهد حربًا دموية شرسة، وكان مسرح الجريمة الأبرز فيها هو شارع الوحدة. عشنا ليلة مُرعِبة دُمرت فيها البنايات السكنية على رؤوس أصحابها، وكان بيتي من بينها، واستشهد 22 من جيراني أفراد عائلة الكولك".
ويضيف شهاب، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أنه يأمل بأن يكون 2022 عام خير وأمان على الجميع، وخصوصا الأُسر التي طاولها الأذى خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وأن يتم البدء بالإعمار على وجه السرعة لإيواء الأسر التي خسرت بيوتها، وتعويض أصحاب المنشآت والمشاريع التي تضررت.
ورغم انتهاء الحرب قبل شهور، إلا أن شبح الحُزن وآثار الدمار ما زالت تُخيم على الشارع الرئيسي الذي يضم عددًا من المتاجر والمطاعم، خاصة مع تحول البنايات التي كانت تضج بالعائلات إلى ساحات فارغة يسكنها الصمت، وترتسم على الجدران المُحيطة بها آثار الحرب.
يقول الفلسطيني أبو عُدي حسونة لـ"العربي الجديد"، إن "عام 2021 كان صعبًا على قطاع غزة، بفعل آثار الحصار الإسرائيلي المتواصل، علاوة على الحرب الأخيرة التي عصفت بمختلف نواحي الحياة، وأرخت بظلالها على مختلف القطاعات".
ويرى حسونة أن "الأوضاع في القطاع تتجه من السيئ إلى الأسوأ عاما بعد عام، إلا أنني أتمنى أن يشهد العام الجديد تغييرا يصلِح الأحوال. خاضت غزة الكثير من الحروب لكن عزيمة أهلها لم تتأثر، والجميع يتطلعون للأفضل آملين في حياة ملؤها الأمان والاستقرار".
وتوضح الفلسطينية صفا الغلاييني أن "عام 2021 مضى بحلوه ومُره، ومخاطره وتحدياته، ويتطلع الفلسطينيون في العام الجديد لحياة هانئة يتمكنون فيها من تحقيق طموحاتهم وأحلامهم"، وتتمنى أن يشهد العام الجديد نقلة نوعية توقف مختلف أشكال المعاناة التي تواجه المرأة الفلسطينية، وتوفير فرص العمل، وإيواء الأسر التي قُصفت بيوتها خلال الحرب الأخيرة، والبدء الفوري بإعادة إعمار قطاع غزة.
ووفقًا للإحصائيات الرسمية، فقد خلف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والمؤسسات الحكومية، واستشهد 248 فلسطينيا، من بينهم 65 طفلا، و39 سيدة، و17 مسنا.