عوائل سورية تترقب أخبار أبنائها بعد سنوات من الاعتقال

05 مايو 2022
سوريون ينتظرون الإفراج عن أقاربهم المعتقلين في سجون النظام (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

تترقّب الكثير من العوائل السورية أخبار المعتقلين المفرج عنهم، على أمل أن يكون من بينهم أسماء أبنائهم أو أقاربهم بعد سنوات من الغياب، كذلك ينتظر أهالٍ في حمص ودمشق وصول حافلات المعتقلين الذين عانقوا الحرية بعد "العفو" الذي أصدره رئيس النظام بشار الأسد السبت الماضي.

ومنذ ثلاثة أيام، تتابع عائلة قتيبة من ريف حمص الشرقي أخباراً عن ابنها المعتقل منذ عام 2011، إذ قال شقيقه أحمد لـ"العربي الجديد": "أقاربي يتابعون عند جسر عدرا منذ  ثلاثة أيام على أمل أن يكون أخي من بين المفرج عنهم، وكذلك في مدينة حمص أيضاً، لكن على ما يبدو، فإن الأمر مجرد كذبة جديدة بالنسبة إلى عائلتي، لكن جذوة الأمل ما زالت مشتعلة، رغم أننا لا نعرف أي معلومات عنه منذ اعتقاله".

وأكد أحمد أن النظام السوري لم يفرج حتى الوقت الحالي عن أي أحد من المنطقة التي ينحدر منها، لافتاً إلى أن من بين الأسماء التي وردت في القوائم المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي اسمين لم يكونا في المعتقل ويقيمان خارج سورية منذ سنوات، موضحاً أن "الخوف يتملك العوائل، ويمنعها من الإدلاء بأي تفاصيل عن أبنائها في الوقت الحالي".

بدوره، أوضح الحقوقي لازكين حاجو، من مدينة القامشلي، أن شقيقه علي فُقد في عام 2011، في بلدة الزعفرانة في ريف حمص الشمالي قرب مدينة تلبيسة، وقال لـ"العربي الجديد": "حاولنا منذ اختفائه معرفة مكانه، لكن دون جدوى، ولم نعرف أي معلومات عنه، وإدارة الخدمات الإنتاجية بدمشق التي يتبع لها لم تقدم لنا أي معلومات عن مكان اختفائه أو اعتقاله، أيضاً لم يعطونا أي وثيقة تدل على أنه مفقود، وإلى اليوم نترقب أن نعرف الحقيقة، ونعرف إذا ما كان على قيد الحياة أو ميتاً".

سوريون ينتظرون المفرج عنهم على أمل لقاء حبيب معتقل بسجون الأسد

وتحدث أحد المعتقلين المفرج عنهم من ريف دمشق، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، عن ظروف الاعتقال اللاإنسانية خلال سنوات قضاها في المعتقل، وقال: "كنا ننام بعضنا فوق بعض، الغرفة بالكاد كانت تتسع لعشرة أشخاص، وكان عدد المعتقلين فيها يتجاوز المائة شخص، الطعام الذي كان يقدم لنا فقط لكي لا نموت من الجوع لا أكثر".

وزارة العدل التابعة لحكومة النظام السوري أصدرت أمس بياناً دعت فيه عوائل المعتقلين إلى عدم التجمع في أماكن الإفراج عنهم. وجاء في البيان: "يتجمع المئات من المواطنين في عدد من الأماكن العامة في العاصمة دمشق أو غيرها من المدن السورية، ولا سيما في حمص وحماة، ينتظرون إطلاق سراح أبنائهم وذويهم المشمولين بمرسوم العفو عن الجرائم الإرهابية، ويطول هذا الانتظار لساعات طويلة، كما حصل يوم أمس وأول أمس، تخلّف هذه الساعات تعباً وأرقاً ومعاناة، ولا سيما لدى كبار السن والأمهات".

 

وأضاف: "تدرك وتقدر وزارة العدل عالياً لهفة الأهالي لملاقاة أبنائهم المشمولين بمرسوم العفو، لكنها تؤكد في ذات الوقت أن هذا التجمع والانتظار من قبل الأهالي لا داعي له، ولا سيما أن المشمولين بالعفو يتم إطلاق سراحهم مباشرة بشكل فردي ومتتابع بعد إتمام الإجراءات القانونية، ولا يتم نقلهم إلى أماكن هذه التجمعات".

وطالبت الوزارة أهالي المشمولين بـ"مرسوم العفو" بـ"ألا ينجروا إلى ما يتم تداول على مواقع التواصل الاجتماعي أو المصادر الإعلامية غير الرسمية، سواء لجهة تحديد أماكن تجمع وانتظار، أو لجهة نشر أسماء وقوائم غير دقيقة، علماً أن إطلاق سراح المشمولين بالعفو يتم من أماكن توقيفهم".

وأكدت أن "جميع السجناء والموقوفين المشمولين بمرسوم العفو سيتم إطلاق سراحهم تباعاً خلال الأيام القادمة، وقد تم إنجاز جزء كبير من هذا العمل خلال الأيام الماضية".

المساهمون