استمع إلى الملخص
- تعمل الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالتنسيق مع المؤسسات لجمع التبرعات، وتم إرسال شحنات طبية وإغاثية إلى لبنان، وإنشاء مستشفيات ميدانية لاستقبال النازحين.
- أبدت جمعية الهلال الأحمر استعدادها لإغاثة اللبنانيين، وتم توزيع النازحين على المحافظات مع توفير الإسكان والخدمات الضرورية والتعليم للأطفال.
خصصت الحكومة العراقية مبلغ ثلاثة مليارات دينار عراقي لتقديم الدعم والمساعدة للعائلات اللبنانية التي قدمت إلى العراق بسبب العدوان الإسرائيلي على بلادها، وسط تأكيدات بوصول أكثر من ثمانية آلاف لبناني إلى العراق حتى الآن.
وعقد مجلس الوزراء العراقي، أمس الثلاثاء، جلسة برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بحث فيها عدداً من الملفات، من بينها دعم اللبنانيين الذين لجأوا إلى العراق، ووفقاً لبيان للمجلس، فإن "المجتمعين بحثوا ملف الاستمرار بتقديم الدعم والإغاثة والمساعدات للشعب اللبناني، وقد أقرّ المجلس تخصيص ثلاثة مليارات دينار من احتياطي الطوارئ إلى وزارة الهجرة والمهجرين العراقية لتقديم الخدمة إلى الضيوف اللبنانيين الوافدين إلى العراق".
وتعمل الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والعتبات المقدسة والمحافظات لجمع التبرعات للشعب اللبناني. وقال المتحدث باسم الأمانة حيدر مجيد، أمس الثلاثاء، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، "منذ بدء العدوان الصهيوني على لبنان وصلت طائرة محملة بـ15 طناً من المواد الطبية المختلفة، يرافقها 20 طبيباً بمختلف الاختصاصات ثم تلتها خمس شحنات جوية محملة بـ75 طناً من المواد الاغاثية تحمل شحنة لوزارة الصحة وثلاث شحنات لهيئة الحشد الشعبي وشحنة للهلال الأحمر العراقي"، مبيناً أن "وجبات أخيرة من الشحنات والقوافل الإغاثية والطبية وصلت براً إلى الشعب اللبناني الشقيق بعد حظر وتوقف الطيران لخطورة الأجواء، والعراق مستمر بإرسال تلك القوافل".
وأكد أن "التنسيق مستمرّ مع المحافظات وكذلك العتبات المقدسة، وكذلك مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي افتتح موكب إغاثة في دمشق، فضلاً عن فتح موكب من قبل هيئة الحشد الشعبي في بيروت"، مبيناً أن "الهلال الأحمر نصب مستشفيات ميدانية ومراكز صحية ومراكز لاستقبال النازحين في منفذ القائم الحدودي". وأشار إلى "تشكيل وزارة الهجرة والمهجرين فريقاً متكاملاً لاستقبال النازحين اللبنانيين مع تهيئة سلات غذائية آنية وعاجلة لهم".
العراق يستقبل 8 آلاف نازح لبناني
من جهتها، أعربت جمعية الهلال الأحمر العراقية عن استعدادها التام والكامل لإغاثة اللبنانيين في جميع أرجاء العراق، مؤكدة "وصول ثمانية آلاف لبناني إلى العراق حتى الآن". وقال رئيس الجمعية ياسين المعموري، لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأربعاء، إن "الجهود الوطنية وبجميع الاتجاهات حُشدت لاحتواء الأزمات الإنسانية الناتجة عن الأحداث الجارية الآن، خصوصاً خلال العشرة أيام الماضية، بسبب القصف على الجنوب اللبناني والضاحية، وما نتج عنه من نزوح، داخلي، وخارجي ضم الجزء الأكبر منهم، وتوجههم إلى عدد من الدول، ومنها العراق".
وأضاف أن "هناك جهداً وطنياً واضحاً داخل البلد باستقبال اللاجئين اللبنانيين، وإسكانهم في أماكن لائقة وتقديم كل أنواع الخدمات، بدءاً من دخولهم الحدود، ولحين وصولهم إلى الأماكن المخصصة لهم".
وتواصل "العربي الجديد"، مع مصدر من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية التي أوكلت إليها مسؤولية رعاية النازحين اللبنانيين، وقال إن "النازحين توزعوا على كل المحافظات العراقية، لكنهم تركزوا في محافظات كربلاء والنجف والبصرة، لكن هناك نازحين لديهم أقرباء ومعارف في محافظات مثل الأنبار وكركوك وديالى، وقد احترمنا رغباتهم في الأماكن التي يرغبون في البقاء فيها".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الوزارة تولي اهتماماً كبيراً في رعاية النازحين اللبنانيين، وتأمين وجودهم في المدن العراقية، عبر التنسيق مع أجهزة المخابرات والأمن الوطني الشرطة وغيرها"، مبيناً أن "تبرعات العراقيين كانت مهمة في البداية لرعايتهم، وقد أبدى العراقيون كرماً كبيراً مع اللبنانيين، كما أن كثيراً منهم استضاف أعداد من النازحين في البيوت، لحين توفير الفنادق والمجمعات".
وأعلنت مديرية تربية محافظة ديالى، اليوم الأربعاء، عن استقبال أول طالبة لبنانية في مدارسها. وذكرت المديرية في بيان، أنها "استقبلت التلميذة اللبنانية رنا ريمون زكي في الصف الخامس الابتدائي في مدرسة صفية الابتدائية في قرية جيزاني الجول التابعة لقضاء الخالص، وجرى تسجيلها فضلا عن تجهيزها بالكتب المنهجية والقرطاسية".
وسبق أن اتخذت الحكومة العراقية قرارات عدة لمساعدة الشعب اللبناني، أبرزها السماح بدخول العائلات اللبنانية التي لا تمتلك جوازات أو وثائق سفر إلى العراق، بدون قيد أو شرط، سواء من المنافذ البرية أو المطارات، مع تكليف وزارة الصحة بالإجراءات العلاجية والصحية اللازمة لهم مجاناً، كما أن لجنة من وزارات عدة ستجتمع لبحث قرار الحكومة بتخصيص 40 مليار دينار (نحو 25 مليون دولار)، لإغاثة الشعب اللبناني، وأن حسابين في مصرف الرافدين الحكومي، ستتولى استقبال تبرعات المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة.