أطفال مصابون بالرصاص ومرضى يتلقّون العلاج في أروقة المستشفيات... ويروي عاملون صحيون في السودان شهادات لهم منذ اندلاع المعارك، ينقلون فيها تفاصيل الوضع "الكارثي" الذي وصلت إليه البلاد في أقلّ من أسبوع.
وترسم شهادة سايروس باي الذي يعمل مع منظمة "أطباء بلا حدود" في منطقة دارفور صورة مرعبة عن العنف الذي اندلع الأسبوع الماضي في البلاد. ويقول باي من مستشفى الجنوب في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إنّ "المصابين بغالبيتهم هم من المدنيين الذين أصيبوا برصاصات طائشة، وكثيرون منهم من الأطفال". يضيف "لديهم كسور وإصابات ناجمة عن طلقات نارية أو شظايا في أرجلهم أو بطونهم أو صدورهم، وكثيرون منهم في حاجة إلى نقل دم".
ومستشفى الجنوب في الفاشر المدعوم من "أطباء بلا حدود" هو متخصّص في الأساس في التوليد من دون أيّ قدرات جراحية، لكنّ المعارك اضطرت العاملين الصحيين إلى تدبّر أمورهم بسرعة. ويبيّن باي أنّه "منذ بدء القتال، اضطررنا إلى تغيير وجهة استخدام المستشفى لجعل معالجة المصابين فيه أمراً ممكنا".
Heavy fighting in El Fasher has led to numerous civilian casualties and overwhelmed hospitals.
— MSF East Africa (@MSF_EastAfrica) April 21, 2023
Cyrus Paye, @MSF Project Coordinator, speaks about the situation at the MSF-supported hospital in El Fasher, North Darfur #Sudan.
Read more: https://t.co/MO9CH2467D
وأدّت الاشتباكات التي اندلعت يوم السبت الماضي في 15 إبريل/ نيسان الجاري في السودان إلى سقوط أكثر من 400 قتيل وأكثر من 3500 جريح، بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة. وبحسب "أطباء بلا حدود" فإنّ 279 شخصاً تلقّوا العلاج في هذا المستشفى وحده، فيما توفي 44 شخصاً من بين هؤلاء. ويشدّد باي على أنّ "الوضع كارثي"، شارحاً أنّ "ثمّة مرضى كثيرين يُعالَجون على الأرض في الأروقة، إذ إنّه ببساطة لا تتوفّر أسرّة كافية لاستيعاب عدد الجرحى الهائل".
يضيف باي، من الفاشر التي تقع على بعد نحو 800 كيلومتر إلى جنوب غربي الخرطوم، "ما زلنا نسمع إطلاق النار". ويشير إلى أنّ مستشفيات أخرى في الفاشر اضطرّت إلى إغلاق أبوابها، في حينما تعرّض مستشفى الأطفال لـ"النهب بالكامل".
وقد التحق أطباء متخصصون في الجراحة من مستشفيات أخرى بفريق مستشفى الجنوب لتقديم المساعدة، لكنّ عدد الأشخاص الذين في حاجة إلى رعاية طيبة في تزايد مستمر. ويوضح باي أنّ "غرفتَي العمليات اللتَين أُنشئتا غير قادرتَين على التعامل مع التدفّق المستمر" للمصابين والمرضى، لافتاً إلى أنّ اللوازم الطبية بدأت تنفد.
ويحاول العاملون الصحيون كذلك التعامل مع حالات التوليد، علماً أنّ كلّ امرأتَين تتقاسمان الآن سريراً واحداً في قسم الولادة. ويؤكد باي أنّ "الطاقم الحالي مضغوط تماماً... هو يعمل على مدار الساعة".
(فرانس برس)