إدلب (شمالي سورية)، الأمر الذي أدى إلى تضرر مئات الخيام في مخيمات النازحين. وبدأ تأثير العاصفة على المناطق القريبة من الحدود السورية التركية مع ساعات مساء يوم أمس الخميس، لتنتهي فجر اليوم الجمعة. وقالت الحاجة فطيم القطاش المقيمة في مخيم البالعة الذي تضرر نتيجة العاصفة: "المعاناة تتكرر في كل عام ولا أحد يسمع ويرى"، مشيرة إلى أن "الأمطار غزت خيمتها القماشية الصغيرة، وتسببت السيول الطينية بتهدم الخيمة، وبقيت هي وأولادها من دون مأوى طول فترة الليل". من جهته، قال لواء قداح، الذي نزح إلى مخيم البالعة من ريف معرة النعمان الشرقي، إن "حوادث الغرق تتكرر في كل عام على الرغم من مناشداتنا المنظمات الإنسانية للتدخل". ووصف حالة عائلته بـ"المأساوية" بعدما وصلت المياه إلى كل ما في الخيمة، مشيراً إلى أن المياه دخلت إلى الخيمة ولم يعد أي شيء صالحا. وما من مكان آخر للعيش داخل المخيم إلى حين انتهاء تأثير العاصفة". إلى ذلك، قال مدير تجمع مخيمات البالعة خليل الحمود، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد العائلات النازحة التي تضررت نتيجة العاصفة المطرية في المخيمات بلغ نحو 300"، مشيراً إلى أن "العاصفة أدت إلى حركة نزوح داخلية إلى مخيمات أخرى أقل تضرراً". وأشار الحمود إلى أن السبب الرئيسي لتكرار معاناة تجمع مخيمات البالعة في كل عام هو عدم استجابة المنظمات لمطالبهم، والتي تتمثل بإزالة الخيام ووضع كتل إسمنتية مكانها".
ضربت عاصفة مطرية محافظةوقال المتطوع في منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) طارق الرمضان، لـ"العربي الجديد"، إن "فرق الدفاع المدني استجابت، منذ مساء أمس الخميس وحتى صباح اليوم الجمعة، في سبعة مخيمات هي المحطة، والبرسة، وتلمنس، والبالعة، والكستن في منطقة سهل الروج، ومخيم تركمان الزاوية بريف جسر الشغور، ومخيم وادي حج خالد غرب مدينة إدلب"، لافتاً إلى أنها تضررت بشكل كبير بفعل السيول والأمطار.
وقدر عدد العائلات التي تضررت نتيجة العاصفة بنحو 100 عائلة، كما تضررت 130 خيمة بشكل كامل. وأشار إلى أن تأثير العاصفة لم ينحصر في المخيمات فقط، إذ انقطعت طرقات عدة في مدينة إدلب وقرى وبلدات في ريف إدلب الغربي. كما أدت السيول إلى أضرار مادية كبيرة.
أضاف الرمضان أن صاعقة رعدية ضربت ليل أمس الخميس منزلاً في قرية المغارة بجبل الزاوية، أدت إلى اندلاع حريق عملت فرق الدفاع المدني على إطفائه، واقتصرت الأضرار على الماديات. ورأى أن "ضعف الاستجابة الإنسانية محلياً ودولياً يزيد من الأوضاع الكارثية التي يعيشها المهجرون في المخيمات منذ نحو 10 سنوات"، مشيراً إلى أن الآثار التي تخلفها السيول هذا الشتاء ستكون كارثية ومختلفة عن الأعوام السابقة بسبب تفشي مرض الكوليرا. كما أن السيول ستساهم في تفشي المرض في المخيمات التي تفتقد الحد الأدنى من مقومات الحياة ومياه الشرب النظيفة".في سياق متصل، قال مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد الحلاج، لـ"العربي الجديد"، إن "426 نسمة أصبحوا من دون مأوى نتيجة دمار الخيم الخاصة بهم، بسبب العاصفة المطرية التي ضربت مناطق شمال غرب سورية".
أضاف أن "الفرق الخاصة بمنسقي الاستجابة أحصت تضرر 3,171 نسمة نتيجة الفيضانات وانقطاع الطرقات داخل المخيمات". وأشار الحلاج إلى أن "ادعاء المنظمات الإنسانية تنفيذ مشاريع عاجلة للمخيمات هو أمر غير واقعي، وخصوصاً مع تسجيل تلك الأضرار، علماً أن تساقط الأمطار الغزيرة لم يبدأ بعد".وطالب الحلاج "المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بالعمل بشكل جدي على تأمين الاحتياجات العامة للمخيمات، والتركيز في المشاريع الحالية على أولويات النازحين العاجلة وهي مواد التدفئة وعزل المخيمات".
ويبلغ عدد المخيمات في مناطق شمال غرب سورية نحو 1424 مخيماً، تعيش معظمها ظروفاً إنسانية هي الأسوأ منذ عشرة أعوام.