طلاب يهود يقاضون جامعة هارفارد الأميركية بحجة "إتاحة معاداة السامية" في حرمها

12 يناير 2024
من تحرّك تضامني مع قطاع غزة نظّمه طلاب في جامعة هارفارد (فرانس برس)
+ الخط -

ما زالت الأنظار موجّهة إلى جامعة هارفارد الأميركية، ولا سيّما بعدما رفع طلاب يهود دعوى قضائية ضدّها وقد اتهموها بأنّها سمحت لحرمها بأن يتحوّل إلى "معقل لمعاداة السامية المتفشية"، حسب زعمهم.

وشهدت هذه الجامعة توتّرات في الآونة الأخيرة، على خلفية الضغوط التي مورست على رئيسة الجامعة السابقة كلودين غاي والتي دفعتها في النهاية إلى تقديم استقالتها قبل 10 أيام. وكانت غاي قد تعرّضت لهجوم شرس بسبب شهادة أدلت بها في الكونغرس الأميركي، في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 2023، حول معاداة السامية خلال تحركات داعمة لقطاع غزة في الحرم الجامعي في سياق الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقد تقدّم ستّة طلاب ومجموعة طالبية، أوّل من أمس الأربعاء، بشكوى ضدّ جامعة هارفارد ادّعوا فيها أنّها تعمل على "تطبيق سياساتها المناهضة للتمييز بطريقة انتقائية من أجل تجنّب حماية الطلاب اليهود من المضايقات"، في وقت تتجاهل طلباتهم بالحماية وتوظّف أساتذة يدعمون "العنف ضدّ اليهود" و"ينشرون الدعاية المعادية للسامية".

أضاف الطلاب الجامعيون: "استناداً إلى سجلّ جامعة هارفارد، فإنّه من غير الوارد أن تسمح باستهداف أيّ مجموعة غير اليهود من خلال مضايقات شبيهة بما يحصل، أو أن تسمح لطلاب وأساتذة بالدعوة إلى إبادة أيّ دولة غير إسرائيل، من دون أيّ ردّ" من قبلها.

جامعة هارفارد ليست الأولى

ومن خلال شكواهم تلك، يهدف هؤلاء الطلاب اليهود إلى الاستحصال على أمر قضائي يفرض على جامعة هارفارد وقف انتهاكاتها المزعومة للفصل السادس من قانون الحقوق المدنية لعام 1964، علماً أنّه يمنع المستفيدين من الأموال الفيدرالية من إجازة التمييز على أساس العرق والدين والأصل القومي.

ولم يصدر حتى تاريخ كتابة هذا التقرير أي تعليق من قبل جامعة هارفارد، علماً أنّ وكالة رويترز حاولت الحصول على موقف منها إزاء الدعوى القضائية المقدّمة ضدّها أمام محكمة بوسطن الفدرالية أمس الخميس.

ومن بين المدّعين ألكسندر كيستينباوم الطالب من كلية اللاهوت بجامعة هارفارد، إلى جانب خمسة طلاب آخرين لم تُذكر أسماؤهم يتابعون دراساتهم في كليّتَي الحقوق والصحة العامة التابعتَين للجامعة نفسها، بالإضافة إلى مجموعة "طلاب ضدّ معاداة السامية".

كذلك سُجّلت في جامعات أميركية أخرى، بما فيها جامعة نيويورك وجامعة كاليفورنيا - بيركلي وجامعة بنسلفانيا، دعاوى قضائية مماثلة. يأتي ذلك في حين تشهد مؤسسات أكاديمية عديدة حول العالم خلافات حول حرية التعبير والحق في الاحتجاج، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

أحداث متلاحقة شهدتها هارفارد

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، فتحت وزارة التعليم في الولايات المتحدة الأميركية تحقيقاً خاصاً حول تعامل جامعة هارفارد مع معاداة السامية في حرمها الجامعي، وذلك بعد تحقيقات تشكل جامعات أميركية أخرى حول الموضوع نفسه.

كذلك تدرس لجنة في مجلس النواب الأميركي كيفية تعامل جامعة هارفارد مع معاداة السامية، وقد طلبت في هذا الإطار عدداً كبيراً من المستندات من رئيس الجامعة المؤقت ألان غاربر الذي عُيّن بعد استقالة كلودين غاي، ومن الزميلة الأولى لمؤسسة هارفارد بيني بريتزكر.

وبحسب ما جاء في دعوى الطلاب القضائية، فإنّ "معاداة السامية ليست أمراً مستجداً" في جامعة هارفارد التي تأسست في العام 1636 والتي تُعَدّ من بين الجامعات المرموقة في العالم، غير أنّها "تضخمت" بعد السابع من أكتوبر 2023.

يُذكر أنّ أكثر من 30 مجموعة طالبية في جامعة هارفارد وقّعت عريضة في الثامن من أكتوبر، غداة اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وقد ألقت فيها اللوم على إسرائيل. وأفاد الطلاب في شكواهم الأخيرة بأنّ ردّ جامعة هارفارد على العريضة أتى في اليوم التالي وتضمّن "عبارات مبتذلة" بحسب وصفهم، من دون أن يدين تلك العريضة أو حركة حماس ومن دون أن يدعم الطلاب اليهود.

وزعم مقدّمو الدعوى القضائية أنّ هناك معايير مزدوجة لدى جامعة هارفارد وغير مبرّرة، ورأوا أنّه من غير المقبول الوقوف مكتوفي الأيدي والسماح بتصعيد الخطاب المعادي لليهود حتى يتمكّن الناس من التعبير عن أنفسهم بحرية.

وفي الدعوى نفسها، كانت إشارة إلى أنّ تحيّز جامعة هارفارد طاول كذلك قبول الطلاب، مع ادّعاءات بأنّ عدد الطلاب اليهود انخفض بنسبة 60%. وقد رأى مقدّموها أن جامعة هارفارد الرائدة في الولايات المتحدة تحوّلت إلى "معقل للكراهية والمضايقات المتفشية ضدّ اليهود".

وفي هذا الإطار، قال المحامي مارك كازوفيتش وكيل الطلاب، الذي رفع مكتبه كذلك دعاوى قضائية ضدّ جامعة نيويورك وجامعة بنسلفانيا، إنّ "من الواضح أنّ جامعة هارفارد لن تصحّح مشكلة معاداة السامية المتجذّرة لديها بطريقة طوعية"، حسب تعبيره.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون